خلال مدة هذا الغياب المفتعل لم يتوقف الشارع المغربي عن الغليان
والسخط والتظاهر ولم يتوقف رفع الشموع، لكن، وبدلا من يتم توجيه النقد إلى الملك
الذي هو المالك الفعلي للمغرب، بدأت الضربات تتوجه إلى رأس بن كيران ما دام هو
الذي يسيير البلاد في "غياب الملك". الآن بدأ المتظاهرون الغاضبون
يطالبون برأس بن كيران ولحيته، بدأت اللافتات ترتفع مطالبة باستقالته هو وحكومته
متناسيين في ذروة الغضب أن الحكومة والقرارات هي فقط بيد الملك، وان بن كيران هو
فقط بطة عرجاء في البحيرة..
فإذا كان أحد وجوه الصورة هو المظاهرات التي تهز المدن الكبيرة في
المغرب حاملة الشموع وتطالب برحيل بن كيران، فإن الوجه الآخر لنفس الصورة هو حشر
المغاربة في شاحنات وحافلات للتنقل إلى العيون للتظاهر تأئيدا للملك، ولتصدير
المشكل الداخلي إلى الصحراء المحتلة لجعل الملك يظهر في صورة الأسد الذي يأتي بالانتصارات،
بينما يظهر بن كيران في صورة الذئب المنتوف.. فخدعة هروب الملك من الرباط لتصدر
الواجهة ب"الانتصارات" الوهمية في الهند وبالمسيرة وبالمشاريع الوهمية في
الصحراء المحتلة نجحت لكن فقط ضد بن كيران.. هذا يعني أن الملك مسح السكين الملطخ
بالدم في حكومة بن كيران نصف الملتحية ونصف العلمانية..
الهروب من الرباط لمدة شهر، وتأجيج التظاهر احتجاجا على الضوء هي حيلة
لجأ إليها ملك المخزن أول مرة، وهي مدبرة للتخلص التدريجي من بن كيران وحكومته
التي جاءت أول يوم بدون موافقة المخزن والقصر..
فالهروب هو تصدير للمشاكل إلى الخارج، وكما هو متعارف عليه منذ زمن
الحسن الثاني فقضية الصحراء الغربية وموضوعها والمسيرة والغزو والتناكف مع المجتمع
الدولي هي أحسن وسيلة ناجعة لتصدير مشاكل المغرب إلى الخارج.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء