لا تدعم يا وزير خارجية فلسطين الاستعمار المغربي فأرضك مستعمرة

Resultado de imagen de ‫رياض المالكي مزوار‬‎عقب الزيارة التي قام بها رياض المالكي وزير خارجية الدولة الفلسطينية المستقلةإلى المغرب، بدأت طبول وأبواق المخزن ووسائل إعلامه ترفع أصواتها ب"الانتصار" الذي انتزعته من لسان ومن بين فكي الوزير الفلسطيني رياض المالكي. وإذا كان ما قال إعلام المخزن صحيحا فقد أرتكب رياض المالكي خطأ فادحا.. فحسب ما ورد في بعض مجلات ومواقع المخزن ووكالته للأنباء فإن الوزير الفلسطيني قد قال " نحن ندعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية والمقترحات الهادفة لتسوية نزاع الصحراء، ورفضنا مطلق وملموس وواضح لكل المقارنات المغلوطة والمشبوهة مع القضية الفلسطينية".
أما في البيان الختامي فقد ورد " بالنسبة لقضية الصحراء، ومن منطلق موقف دولة فلسطين الذي يؤمن بمبدأ وضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة كل الدول العربية، أكد الجانب الفلسطيني موقفه الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية ودعمه للمقترحات الهادفة لتسوية هذا النزاع، معبرا عن رفضه المطلق لكل المقارنات المغلوطة والمشبوهة مع القضية الفلسطينية، باعتبارها ليس فقط قضية العرب والمسلمين الأولى، وإنما كونها قضية احتلال أجنبي كولونيالي استعماري لأرض دولة فلسطين".( المغرب ايضا هو استعمار اجنبي كولونيالي لأرض الصحراء الغربية)
وعليه وجب أن ننبه ان الوزير الفلسطيني وقع في خطأ قاتل سياسيا، وهو أولا، أن القضية الفلسطنية هي قضية تصيفية استعمار وتقرير مصير وقضية الصحراء الغربية هي أيضا قضية تصفية استعمار وقضية تقرير مصير، والوزير الفلسطيني المحترم كان يحضر دائما لاشغال اللجنة الرابعة، خاصة عندما تتم مناقشة القضية الصحراوية؛ ثانيا، المغرب مسجل أنه بلد يستعمر أرضا بالقوة وإسرائيل ايضا مسجلة أنها تستعمر أرض فلسطين بالقوة، وهذا يعرفه الوزير المثقف أكثر من أي أحد؛ ثالثا، لا تنسى أن الرئيس الراحل ياسر عرفات قد أعترف باسم منظمة التحرير الفلسطينية في قمة منظمة الصمود والتصدي بالجمهورية الصحراوية، وأعترفت معه، في نفس اليوم، كل من سوريا وليبيا ووقع هذا في القمة التي نُظمت في طرابلس سنة 1982م..     
أما أن يوافق الوزير مرغما على القول أنه لا يجب المطابقة بين القضية الفلسطنية والقضية الصحراوية فهو يقع في خطأ آخر: لا فرق بين الاستعمار الإسرائيلي لفلسطين والاستعمار المغربي للصحراء الغربية، والوزير، في غرارة نفسه، يعرف هذا.
فلو كان هذا التصريح صدر من ساحل العاج او من السينغال كنا قبلناه، لكن أن يصدر من دولة فلسطين وعلى لسان وزير خارجيتها، وهو مسئول رسمي، فهذا ما لا يمكن قبوله.. أمر غريب ان يُقدم مسئول في حركة تحرير تناضل وتقاتل بشرف لتستعيد استقلالها، ويصرح أنه يؤيد استعمار آخر في مكان آخر من العالم.. على الوزير المذكور أن يتمتع ولو بالقليل من الحياء، ويحترم على الأقل القانون الدولي الذي يضع فلسطين والصحراء الغربية في خانة واحدة: بلدان مُستعمران..
حين كنت ياسيادة الوزير مقيما في السويد تترجى أعترافها بالدولة الفلسطنية، وحصلت على ذلك الاعتراف أقمت الدنيا- هذا من حقك- أحتفالا باعتراف السويد بالحق والعدل. هل تستطيع أن تعود الآن إلى السويد وتطلب منها أن لا تعترف بالدولة الصحراوية.. ؟ لو فعلت ستطردك السويد وتتهمك أنك لست فلسطينيا.. فالسويد التي أعترفت بدولتك في 2014م، أخذت نفس التقرير الذي أعترفت على ضوئه بالدولة الفلسطينية وطبقته على الدولة الصحراوية ووجدت أن القضيتين متشابهتان.. فقط نزعت اسم إسرائيل ووضعت مكانه المغرب ونزعت فلسطين ووضعت مكانها الصحراء الغربية.

في الأخير، من يرقص الاستعمار على كرامة شعبه عليه هو أن لا يرقص مع استعمار آخر على كرامة شعب آخر.   

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء