خروج ملك المغرب من الرباط حث في وقت تميز
بحدثين مهمين:
الأول هو غضب الشارع ضد المملكة التي تبيع
الشعب المغربي للشركات الأجنبية التي تستثمر في دمه، والتي بسببها حدثت شبه
أنتفاضة ضد شركات الضوء والماء التي كبدت الاقتصاد المغربي وجيوب الناس الملايين؛
اما الحدث الثاني فهو عدم التفاهم بين
الملك نفسه ورئيس حكومته بن كيران، الذي يقول المحللون المغاربة أن مدته كرئيس للحكومة
قد ذهبت بعيدا، وأن الملك يبحث عن خليفة له من حزب الأحرار، وأنه لم يبق له – بن كيران-
سوى الالتحاق بكاراج الفاسي وجطو واليوسفي والآخرين. فالكثير من الحقائق التي يتحدث
عنها الشارع المغربي سرا، تقول أن بن كيران على خلاف عميق مع الملك، وأنهما لم
يعدا يشربان كاس ماء معا، وأن بن كيران ضد سياسة المخزن في الصحراء الغربية، وأنه
حتى يؤيد الاستفتاء في الصحراء، لكن لا يستطيع التصريح بذلك..
هذا الخلاف الذي يحدث بصمت بين الملك
ووزيره الأول، جعل الملك يهرب من الرباط ويترك البيضة تنكسر في يد بن كيران، وهو
ما سيجعل البلد يغلي أكثر، ومن جهة أخرى أمتنع الملك عن إعطاء أي أمر أو حل اية
مشكلة حتى يورط بن كيران ويتركه يسبح في البركة، وبعدها يجد المبرر لعزله..
فالملك يريد تبرير هروبه عن المملكة بأنه "يحصد"
الانتصارات السياسية على الجزائر والبوليساريو، ويخطف الأضواء في محاولة لإبهار
الشارع المغربي، بينما يترك المشاكل الداخلية التي تتراكم ي يد بن كيران، حتى إذا
ما عاد الملك يقوم بحلها، لكن بالمقابل يُسقط السماء على رأس وزيره الأول الذي لم
يبق منه سوى اسم وزير أول.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء