مثلما يفعل المخزن دائما حين يهم الملك بزيارة المدن المحتلة، حيث يقوم
بتحويل تلك المدن إلى ثكنات عسكرية، ويضرب عليها حصارا شنيعا تشارك فيه قوى الشرطة
والأمن والجيش. لكن إذا كان هذا الفعل
خطير وغير طبيعي، فإن أخطر منه ما يقوم به المخزن الذي يعمد دائما إلى إحضار مئات
الآلاف من السكارى والخمارين والحناشين والمجرمين كي يستقبلوا الملك في تلك
الشوارع. المخزن متأكد أنه إذا لم يأت بمستوطنين من الشمال سوف لن يخرج صحراوي
واحد لاستقبال الملك وحيته.. هؤلاء الوافدون لاستقبال الملك يستفيدون من مبالغ
مالية زهيدة ومن ملابس جديدة ومن ليالي يقضونها في الهوتيلات والأماكن العامة، ويستفيدون
من الكثير من الخمر والمخدارت. في تلك االيالي التي يذهبون فيها للمدن الصحراوية
المحتلة قادمين من مدن الشمال، يتم السماح لهم بفعل كل شيء محرم في الشمال؛ يتم السماح
لهم بالخمر وبتعاطي المخدارت وبيعها، وفي الليل يسيطر على الشوارع باعة المخدارت
الذين يعتبرون فرصة زيارة الملك فرصة تاريخية للربح.. وحين يدخل الملك المدينة يصطفون على جانبي
الطريق كي يحيونه، لكن، بالإضافة إلى ذلك، هم مكلفون بمهة أخرى هي مراقبة الصحراويين
وعدم السماح لهم بالدخول بين صفوفهم.. وحتى يوهمون الكاميرات ويخدعونها أكثر يقوم
المخزن بتوزيع ملابس تقليدية رجالية ونسائية صحرايوة على هؤلاء المستوطنين، ويطلب
منهم أن يقفوا في الصف الأول حتى يتم خداع الكاميرات، وحتى تلعب الصورة لعبتها في
عيون الذين لا يعرفون المخزن وحيله البلهاء..
خلال الليالي التي يبقى فيها الملك في تلك المدن المحتلة لا ينام
أهلها، لإن أولئك السكارى والمدمنين يقضون الليل كله وهم يشربون ويرغون ويصرخون ويتعاركون
حتى الصباح. بعد الزيارة تستيقظ المدن الصحراوية على وضع لا يمكن وصفه. كل الشوارع
تمتلئ بالقاذروات والمهملات وبزجاجات الخمر، ويصبح الوضع كارثي وغير محتمل.. وحسب
تعليقات السكان الصحراويين في تلك المدن فإن أكثر ما تأتي به زيارة الملك لتلك المدن
هو النفايات والقاذروات والمهملات التي يتطلب تنظيفها عدة أسابيع..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء