لنضرب مثلا بنوع من المثقفين المخزنيين:
تاج الدين الحسيني، هو "مختص" في العلاقات الدولية، لكن مع ذلك لا يمكن
له أن يقول أو يكتب أكثر ما يقول المخزن، وأصبح أسير نظرية المخزن وثقافته بدل
التعمق في الثقافة العادية التي تعين الشخص على الحرية في التفكير وعلى القدرة على
انتاج الأفكار والتحاور العقلاني.. ففي تصريح لهذا المثقف المخزني لجرية المخزن"
هيسبريس" – 22 نوفمبر- يمتدح زيارة الملك المغربي للرئيس الفرنسي ولقاءه به..
لكن بسبب أن هذا الشخص غير قادر على التفكير بحرية ويضع لعقله سقفا هو " ما
يقوله المخزن صحيح" راح يقول أن الزيارة كسرت الجمود بين فرنسا والمغرب،
وأنها أظهرت أن التعاطي المغربي مع موضوع الأمن هو سليم..
لنحلل الزيارة بواقعية بعيدا عن المواقف
السياسية.. أولا قالت صحافة المخزن ومثقفوه،
في البداية، أن هولاند هو من طلب لقاء الملك المغربي ليشكره على التعاون المغربي
في الوشاية بالإرهابي أبي عود، لكن بعد بيان الرئاسة الفرنسية تبين أن تلك الصحافة
تكذب، وأن الملك المغربي هو من طلب لقاء فرانسوا هولاند، وأن أجندة هولاند كانت
مركزة على أنشطة أخرى أكبر بكثير من لقاء الملك المغربي..
ثانيا، الزيارة جاءت في وقت بدأت فيه
المخابرات الفرنسية تحاول أن تكتشف كيف كان الإرهابي المطلوب يتحرك بحرية، وأكتشفت
أن وراء تحركه الحر هذا مخابرات دولة قوية أمنيا، ومن الممكن جدا أن تكون هي
المغرب نفسه.
ثالثا، الزيارة استمرت 20 دقيقة فقط، وكما
بينت الصور كان استقبال هولاند للملك المغربي فاترا ولم يبتسم له أو يعانقه، وفقد
مد له يده، وكان ينظر إلى وجهة أخرى مغايرة تماما، وهذه العلامة في العرف
الدبلوماسي تعني الاحتقار وعدم الرغبة في اللقاء..
ثالثا: هل لقاء من عشرين دقيقة كفيل بتحسين
العلاقات بين البلدين، هي التي لم تتحسن خلال زيارة هولاند للمغرب في سبتمبر
الماضي والتي دامت يومين أو أكثر..
نحن أمام علاقة سوف لن تتحسن ما دام هولاند
في الحكم، وكنتيجة لذلك جاءت تفجيرات باريس لتحاول أن تشوه سمعة وصورة هولاند في
أعين الفرنسيين خاصة أن الحملة الانتخابية بدأت وسركوزي، المرشح المغربي، غير بعيد
عن الكواليس..
كل هذا يجعل ما يصرح به بعض المثقفين
المغاربة الذي تعشش الثقافة المخزنية في أذهانهم هو كلام غير معقول وغير مقبول.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء