وثيقة: الولايات المتحدة تجس نبص الصحراويين في المدن المحتلة حول الحكم الذاتي


Resultado de imagen de thomas riley ambassadorوجدت الولايات المتحدة مشكلة كبيرة مع المغرب في سنة 2007م..فهي كانت تريد المغرب أن يتقدم بمشروع يجمع المستحيل: الحكم الذاتي وتقاسم السيادة مع البوليساريو. لكن كما رأينا في وثائق أمريكية سابقة كان المغرب عاجزا عن تقديم أي مشروع حسب المواصفات الأمريكية، والمشروع الذي أراد تقديمه لم يقدمه في الوقت المناسب وماطل كثيرا وحتى رفض أن يطلع الإدارة الأمريكية على محتواه.. كان طلب المغرب الوحيد للإدارة الأمريكية هو أن تساعده في الأمم المتحدة كي يتم تمديد مهلة بعثة المينورصو كلما أنقضت مهلة تواجدها.. وجاءت الضربة القاضية للخطة الأمريكية عنما رفضت البوليساريو اللقاء مع المغرب تحت إشرافها هي..
وحتى تقف على الحقيقة في الأراضي المحتلة قامت السفارة الأمريكية ببعث وفد في نهاية مارس 2007م ليستقرئ وجهة نظر الصحراويين في المدن الكبيرة المحتلة مثل العيون والسمارة.. فحسب تقرير للسفارة الأمريكية بالرباط بتاريخ 30 مارس 2007م، يحمل رقم 07rabat572_a تم بعث وفد من السفارة لمدة أسبوع إلى العيون والتقى مع ممثلي الحكومة ومع رجال الأعمال ومع شيوخ القبائل ومع أعضاء من الكوركاس ومع مطالبين بالاستقلال ومع محايدين مرحلين..  ورغم أن أغلبية الذين التقاهم الوفد كانوا مختارين من طرف الحكومة إلا أنه عبروا بصراحة أنه لم تتم استشارتهم من قبل في أي شيء.. يقول التقرير: هذا قد يعكس بعض التطور لكن مع ذلك فضغط القمع في المحيط لم يسمح بعد بتفتح إعلامي ولا بالسماح بخطابات جماهيرية حول تقرير المصير، وحتى يتم قمعهم النشطاء في السر، وهذا متنافي مع حرية التعبير النسبية في المغرب نفسه.
إن فهمَنَا لما يفكر فيه الصحراويون هو أيضا محدود بسبب غياب استطلاعات رأي وغياب المعلومات وشح لما يوجد في داخل الإقليم. إنه من الواضح أن المغاربة إلى حد الآن لم يقوموا بأية استشارة مع الصحراويين، والرسميون هنا يقولون أن المخطط ستتم مناقشته بعمق فقط بعد تقديمه للأمم المتحدة في ابريل 2007م.. الكثير من أعضاء الكوركاس ومن المؤيدين لرئيسه خليهن قالوا أنهم وافقوا على مسودة تم بعثها للقصر، لكن لم يطلعوا عليها وعلى تفاصيلها.. بالنسبة للموئدين للاستقلال، ورغم انهم غير مرخصين، لم يتم الاتصال بهم. الصحراويون في المدن المحتلة يعرفون فقط الخطوط العريضة للمخطط المغربي- للحكم الذاتي- لكن مع ذلك يعرفون ما يريدون: حكم ذاتي حقيقي، تسيير شئونهم بذاتهم، والكثير منهم مع فكرة الحكم الذاتي على شاكلة ذلك الممارس  جزر الكناري، الذي يعتبر النموذج الذي تم ذكره كثيرا(.) ويريدون أن يتحكمون في ثرواتهم. وحتى الموالون منهم للبوليساريو يعتبرون التحكم في استغلال الثروات مهم بالنسبة لهم.
يمضي التقرير قائلا أن قضية الثقة تبقى مشكلة كبيرة بسبب القمع المتواصل.. الآن هناك تواجد أقل للشرطة في الشوارع مقارنة مع الزيارة التي قمنا بها في أكتوبر 2006م، لكن مع ذلك فنقص الشرطة الرسمية تم تعويضه برجال أمن بملابس مدنية.. ورغم نقص التوتر تبقى العيون مدينة منقسمة.(..) الشباب الصحراوي، عامة، يخشى ان يخرج بعد منتصف الليل بسبب الخوف من الشرطة، والكبار لازالوا يتعرضون للتوقيف والضرب بسبب مواقفهم السياسية.. وحتى حسب الصحافة المحلية فإن النشطاء الصحراويين المؤيدون للاستقلال تم حصارهم اثناء الزيارة بسبب مواقفهم السياسية..الكثير من الصحراويين، بما فيهم المواليين للحكومة هم قلقون بسبب اللجوء إلى التمييز الممنهج في التوظيف.. هناك القليل من الصحراويين في الحكومة،(..) وهناك استياء عام تقريبا من استغلال المستوطنين وأهل الشمال لخيرات الصحراء.. فكل الموظفين في قطاع الصيد، وكل المنتوج هو محتكر من طرف المستوطنين القادمين من الشمال..
الكثير من الاجتماعات – مع الوفد- لم تكن حرة وكانت معدة من طرف الحكومة وكان أصحابها موالون للحكومة، أما التجمعات مع النشطاء الصحراويين فتم فيها التمسك بالاستقلال.بالنسبة للقاءات غير المعلنة مع الصحراويين فأظهرت أنهم كلهم لهم أنطباع واحد وهو عدم الارتياح للمغرب(..) وان بعضهم أكد ان 70% منهم مع الاستقلال، وبالنسبة للشباب فهم كلهم ضد المغرب، ويؤيدون تقرير مصير يقود إلى الاستقلال، وأن هناك توتر في الشارع والمدارس وان التلاميذ في المدارس متعاطفون مع النشطاء المطالبين بالاستقلال.
على الأرض أصبح السكان الأصليون وسلالتهم أقلية في الإقليم حسب تقييمهم هم وملاحظاتهم.. فبسبب عدم ولاء هولاء- الصحراويون- يخشى المغرب المشاركة في استفتاء حر حول الاستقلال.. بالنسبة للمستوطنين فإنهم هنا للبقاء نهائيا خاصة الذين يعملون في صناعة الصيد البحري.

كما هو واضح من التقرير فإن الولايات المتحدة حين لم يقم المغرب باستشارة الصحراويين ورفض فتح الحوار معهم، أرادت الولايات المتحدة أن تقوم بذلك بنفسها وتستطلع رأي الصحراويين في المناطق المحتلة، لكن على ما يبدو لم تتمكن بسبب أن المغرب كان يختار بنفسه الذين سيتم اللقاء معهم، وبذلك تم تمييع مهمة الوفد الأمريكي..   

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء