لكن يبدو ان هولاند فهم تلك الرسالة، وبدل ان يستسلم لها أراد أن يلتف
على نتائجها ويرفع من رصيده الانتخابي.. فهولاند يبدو أنه ذكي أكثر من المخزن
الغبي، ويعرف كيف يستفيد من أخطاء الآخرين.. فقبل العملية كان رصيد هولاند في
الاستطلاعات ضئيل- 32%-، وكان الجمئع يتوقع له أن يسقط في الجولة الأولى من
الانتخابات القادمة، لكن الآن يبدو أن الصورة أنقلبت..
ماذا فعل هولاند كي يرفع من رصيده في بورصة استطلاعات الراي؟ عمل على
جبهتين متوازيتين: الأولى أنه وجه كل وزارة الداخلية والأمن والمخابرات إلى العمل
داخليا بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين كي يوقع بالإرهاب المغربي، وجند لتلك
الحملة كل قواه دون أن يذكر ان له خلاف مع المخزن أو يلمح لذلك.. على الجبهة
الخارجية تحرك هولاند الرئيس، وبدأ يجمع الدعم ضد داعش لإيهام المغرب أنه يتهم داعش فعلا بالعلمية، وبدأ
يتنقل بين كل العواصم الكبيرة، وأظهر فعلا
أنه رجل دولة له أفكار كبيرة في مجال محاربة الإرهاب..
من خلال تحركات هولاند المدروسة يبدو أنه ربح عمليتين بواحدة.. إذا
نجح في تكوين حلف يقضي على داعش في العام القام سيقال أن له الفضل في ذلك، وكنتيجة
لذلك سيحصل هولاند ودولته على قطعة من كعكة المنطقة.. هذا التحرك سيجني هولاند
ثماره على مستوى داخلي أيضا، وسيتحول إلى رئيس فرنسي في مرتبة يمكن أن تصل إلى
مرتبة ديغول، وبالتالي يمكن أن يعاد أنتخابه..
حسب تحليلنا يبدو ان ما يقوم به هولاند في الخارج هو مجرد تغطية على
العلمية الكبيرة التي يقوم بها في الداخل.. في الداخل سيحاول أن يصفي كل الذين
بعثهم المخزن المغربي أو جندهم وسيفتح لجميع
المغاربة ملفات، وسيتحكم في الوضع، وبالمقابل مع ذلك سيقوم الإعلام الفرنسي بحملة
ضد المغاربة لجعل صورهم تحترق أكثر في أعين الفرنسيين.. من خلال استطلاعات الراي
ليوم 24 نوفمبر الجاري ارتفعت شعبية هولاند من 32 % إلى 42%؛ اي انها أرتفعت عشر
نقاط في ظرف أسبوعين وفي طريقها للأرتفاع، وبالتالي فهولاند استغل الفرصة وقرأها
من زاوية ثانية، واستفاد منها وأفشل المخطط المغربي الذي كان يهدف إلى تحطيم
شهرته..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء