البعض يظن أن تصريحات سعيداني الأخيرة غير
المفهومة هي التي جعلت بوتفليقة يغضب ويرد عليه هذا الرد الكبير، لكن في بنود
وأعراف الدبلوماسية فإن الجزائر ردت وبالثقيل في حوالي خمس مناسبات على تلك
التصريحات. إذن، نضع تصريحات سعيداني الضئيلة جانبا، والتي لا تحتاج إلى أن يستقبل
بوتفليقة الرئيس الصحراوي مثل هذا الاستقبال الذي لا أظن أنه حظى به رئيس دولة من
قبل... فكما قلنا في البداية، بوتفليقة يريد أن يكون تخليد الذكرى الأربعين لأسبوع
تضامن الشعب الجزائري مع الشعب الصحراوي حدثا بالأهمية بمكان حتى ينظر إليه العالم
كله. فالآن العالم لا بد أن يبدأ بالتحليل لحدث هذا الاستقبال، وبكل تأكيد فتأثير هذا
الحدث النفسي على المغرب سيكون بالغ السلبية.. فالمغرب الذي يحلم أن تتخلى الجزائر
عن دعم الشعب الصحراوي سيحتاج إلى وقت طويل حتى يتقبل الصدمة ويهضم الهزة ويستفيق
من هول المفاجأة.. الشيء المهم الذي يمكن أن تحبل به هذه الزيارة التاريخية هو أن الجزائر،
وبمناسبة 40 سنة على تأئيدها لقضية الشعب الصحراوي، ستدشن استراتيجية جديدة في دعمها لهذه القضية العادلة،
وبكل يقين فإن هذه الاستراتيجية الجديدة ستقضي بالنهاية على أوهام المغرب بحدوث
تغير سلبي في سياسة الجزائر أتجاه قضية الشعب الصحراوي.. الآن، وهذا قد يكون قد
بدأ منذ مدة ستلقي الجزائر بكل ثقلها في دعم الشعب الصحراوي، ومن غير المستبعد أن
يطلق الرئيس بوتفليقة مشروع دعم صمود الشعب الصحراوي في اللجوء بالتوازي مع عمل
دبلوماسي جبار على مستوى خارجي للتعريف بقضية الشعب الصحراوي.
التالي
« الموضوع السابق
« الموضوع السابق
السابق
الموضوع التالي »
الموضوع التالي »
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء