السيناريو المحتمل هو أن نبقى أسرى واقع الحال، ونستسلم للأجندة
الأممية، رغم معرفتنا مسبقا، أنها قد تكون ضدنا أكثرر مما ستكون معنا.. والأمم
المتحدة التي نعني ليست مجلس الأمن إنما الأمانة العامة التي يوكل إليها البت في
القضايا الصغيرة اليتمية في الأمم المتحدة التي لا يتبناها عضو قوي في مجلس الأمن مثل
قضية الصحراء الغربية..
الآن واقع الأمانة العامة ليس على ما يرام. فبان كي مون الأمين العام
بدأ يجمع أوراقه، وينتظر أن يبدأ خلفه في الترشح للمنصب، وهي العملية\ اللعبة التي
يمكن أن تستمر سنة كاملة. هذا يعني أن أهتمام الأمين العام الحالي بقضية الصحراء
أو بغيرها يمكن أن نقرأ عليه الفاتحة. عهدة المبعوث الشخصي كيستوفر روس ستنتهي، أيضا،
مع نهاية عهدة الأمين العام، وقد لا يتم التجديد له بسبب وقوفه مع القانون، وبسبب
إقباره لمقترح الحكم الذاتي..
يتزامن انتظار تغيير الأمانة العامة للأمم المتحدة مع تغيير الإدارة
الأمريكية. فعهدة أوباما ستنتهي، والعدو المغربي لا يتمنى أن يفوز الديمقراطيون في
الانتخابات لإنهم يزعجونه..
وبين الفترة التي تكون قد بدأت في البحث عن خليفة للأمين العام الحالي،
وفترة تنصيبه وفترة بداية العمل والبحث عن مبعوث شخصي سيمر وقت طويل قد يصل إلى
عامين أو، كأقل تقدير، عام ونصف..
في هذه المدة سيتم نسيان ملف الصحراء الغربية، وحتى لو زار بان كي مون
المنطقة والمخيمات فإن ذلك فقط من باب الدبلوماسية لا أكثر ولا أقل. فكل الأمناء
العامين، بداية بديكويار مرورا ببطرس غالي وصولا إلى كوفي عنان، زاروا المنطقة
والمخيمات وجلسوا لعدة ساعات مع الصحراويين، وبان كي مون يريد أن يقوم بزيارة هو
الآخر حتى لا يتم أتهامه أنه لم يفعل ما فعل سابقوه. فالرجل حتى لو بقى بيننا مدة
مائة عام ليس بين يديه ما يقترح، ولو كان عنده ما يقترح كان قدمه من قبل. كيف
سيكون عنده الآن حل وهو يتأهب للرحيل ومغادرة البيت الأزرق..
معنى هذا، أننا، بما أننا اخترنا ضمنيا السير وراء الأمم المتحدة،
علينا أن ننتظر حوالي سنتين تقريبا حتى تعود الأمانة العامة لتهتم بالقضية
الصحراوية..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء