من خلال الرسالة نحس
بايقاع الحرب الخفية بين المغرب وأسبانيان التي وصلت الى درجة اصبح التصريح بها
وشيكا، ووصلت رائحة دخانها الى الامم المتحدة، وبعث الطرفان الرسائل بشأن اتهامات
متبادلة بينهما، وبدأ كل واحد يلمح الى سياسة الاخر المنتهجة اتجاه الصحراء
الغربية.
في قرارات الامم
المتحدة التي تبنتها بشأن الصحراء الغربية
سنتي67- 1968م كانت تقريبا تكرارا حرفيا لقرار رقم 2229 (د21) الصادر سنة 1966م
المبني على مقترحات اسبانية دون أن يلوح في الأفق أي عمل، سياسي أو على الأرض، من
شأنه ان يفرض على أسبانيا ان تنظم الاستفتاء في الاقليم أو تستقبل البعثة الأممية.
في القرارين الصادرين سنتي 67-68م والمتناسخين تماما، الذين صدر اولهما يوم 19ديسمبر
1967م، ويحمل رقم 2354 (د22)، والثاني صدر يوم 18ديسمبر 1978م ويحمل رقم
2428(23)، نقرأ في الجزء الثاني منهما
والخاص بالصحراء الغربية مايلي:
- ان الجمعية العامة
تعيد دعوتها لأسبانيا ان توفر الظروف لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية تحت اشراف
الامم المتحدة بالتشاور مع حكومات المغرب وموريتانيا، وأية أطراف اخرى مهمة، وأن
ترسل بعثة أممية الى المنطقة فورا.
وبقي القرار حبرا على
ورق، وبقى الصراع خفيا بين المغرب وأسبانيا، كل واحدة منهما تحاول ان تتحايل على
السكان والامم المتحدة، إحدهما – أسبانيا- تريد البقاء عن طريق حكم ذاتي، والاخرى –
المغرب- تفكر في الالتفاف باسرع وقت ممكن على الاقليم.
منذ منتصف 1969م
تسارع ريتم التنافس، وأزدادت اطماع المغرب رغم تسليم اسبانيا لاقليم افني له في
4جانفي 1969م، وبدأ يحوم ملمحا الى المطالبة بالصحراء، مما جعل أسبانيا تصرح بذلك
بصورة تكاد تكون علنية. ففي تدخله امام اللجنة الرابعة للجمعية العامة صرح ممثل
اسبانيا يوم 11ديسمبر 1969م فاضحا المناورات المغربية غير الثابتة اتجاه الصحراء
الغربية. قال :"- ان الوضع غير الثابت لأولئك الذين يمثلون احيانا مطالب أرضية،
واحيانا يتبعون طريقة التعاون مع الجيران والذين يعطون الانطباع انهم يميلون نحو
تقرير المصير المرتبط بمفاوضات أولية ذات طابع غير معروف. آلا يفرض كل هذا على أسبانيا
ان تحمي السكان ضد ذئاب الاطماع الاجنبية التي تحوم حول الخيم الصحراوية:"*
بعد مداولات دورة
1969م تبنت الجمعية العامة للامم المتحدة
قرارا خاصا بالصحراء الغربية يحمل رقم 2591(د23) فلم يأت بجديد لصالح
المنطقة مع ملاحظة غياب المغرب وأمتناع فرنسا عن التصويت عليه. صدر القرار يوم
16ديسمبر 1969م، وبعد صدوره بثلاثة ايام صرح وزير خارجية أسبانيا غريغوريو لوبيث
لجريدة Abc de
Madrid الصادرة بتاريخ 19ديسمبر 1969م قائلا:"-
ان المرتكز الذي لاخلاف عليه في سياستنا هو احترامنا لإرادة السكان
الصحراويين."
ورغم دعوة الامم
المتحدة للاستفتاء واستقبال بعثة أممية إلى الإقليم منذ سنة 1966م، إلا أن كل ذلك
بقى بدون فاعلية بسبب عدم جدية الأمم المتحدة وعدم تحكمها في مجريات الأمور في
العالم..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء