نبض التاريخ: محضر استجواب الشرطة الأسبانية لسيدي أحمد مبارك رحال بعد مظاهرة الزملة سنة 1970م( الجزء الثاني)

حركة سنة 1970م وجمع السلاح
Resultado de imagen de ‫سيد احمد رحال‬‎في هذا الجزء الثاني من الحوار يواصل سيدي احمد رحالحكايته لما حدث في الزملة. يقول:  بالنسبة للبشير ولد بيرة فإن موسى ولد لبصير ومحمد محمود ولد لبصير يكونوا قد قالوا للمُصرح( سيد احمد) أنه ( البشير) قد أقسم، لكنه لم يكن يريد الناس أن يعرفوا انه منتمي للحركة. من جهته قال البشير ولد سويليكي للمُصرح( سيد احمد) بأن البشير ولد بيرة قال له يومان قبل المظاهرة، أنه إذا كان هناك عدد كافي للتظاهر فليقيموا المظاهرة، أما إذا كان العدد غير كافي فإنه عليهم العمل في سر حتى يجمعوا عددا كافيا من الناس، وأنه عليهم الكثير من الحذر لإن الحكومة لديها الكثير من المخبرين. وسمع أيضا( سيد احمد) بأن بارك الله قال للمناضلين في الحركة أن عليهم أن يحذروا من البشير ولد بيرة لإنه فقط مجرد مخبر للحكومة. نفس الشي قاله البشير ولد بيرة للمناضلين بخصوص إن بارك الله هو مجرد مخبر للحكومة. كل هذا قاله البشير ولد سويليكي لسيد احمد رحال المُصرح.
بالنسبة لعناصر الشرطة المكلفين بإعطاء معلومات للحركة حول كل ما يصدر عن الشرطة، قال أنه في إحدى المناسبات قالوا له بأن الشرطة لا تعرف أي شيء عن الحركة. قالوا أن الحكومة هي التي كانت تكتب لافتات وتحضر المظاهرة يوم 17 يونيو 1970. قالوا له أيضا أن الشرطة لديها ما يكفي من السلاح والذخيرة. محمد فاضل ولد بوخرص قال له في إحدى المناسبات أن عليه أن يحذر من المختار والمين وسيد براهيم لإنه يخبرون مسئوليهم بكل شيء.
ذهبوا إلى السمارة يوم 1 يونيو، في سيارة البشير ولد سيوليكي، معهم محمد سلامة لعروسي، احمد سالم القائد صالح، بدة ولد احمد حمادي؛ ذهبوا لتفقد الحساب المالي الذي يوجد في الصندوق في السمارة. هناك توجد لديهم مبالغ تصل إلى 127 576  بسيطة، مودعة عند سيدي اليساعة لبصير، تاجر كفيف من المدينة. في الصندوق الذي بحوزة الحركة في العيون لا يعرف بالضبط كم لديهم، لكن يعرف أن هناك من يدفعون دائما اشتراكات للحركة مثل محمد مصطفى، الذي دفع 15 الفا بسيطة، ونفس الشيء قالوا أن بشير ولد بيرة دفع خمسة الاف بسيطة، ورغم أنه لا يعرف كم من المال في الصندوق إلا أنه يتصور أنه سيكون أكثر من 100 الف بسيطة.
فيما يخص مسئولية الحزب، وفي حالة أن يتم حله، ولو مؤقتا، فالمسئولية يمكن أن تعود لمحمد مولود أو محمد مصطفى لشهرته، وقال( سيد أحمد) بأنه في ليلة 17 عندما كان في دار خطري سعيد الجماني، فإن أخ هذا الأخير براهيم، قال له أنه إذا بقى شخص واحد حي ينتمي للحركة فإنها ستبقى مستمرة.
بالنسبة للذين ذهبوا يبحثون عنه في داره ليلة 18( جوان) كي يغادر العيون تخوفا من الانتقام، كانوا عبد الواحد، الذي قال له أن الذين كانوا معه هم محمد سلامة ونفعي خطاري، سيد احمد محمد عالي بيون، وعبد الله مصطفى، وقالوا له أنهم في نفس تلك الليلة سيغادرون إلى موريتانيا، وانه عليه مرافقتهم، لكنه قال لهم انه سيبقى مع عائلته في الصحراء. لم يخبروه في سيارة منْ  سيذهبون، لكنه هو يعتقد أنهم سيذهبون في سيارة اخ نفعي التي يجهل هو ترقيمها ويعرف فقط انها لاندروفير.
كذلك قال له عبد الواحد أنهم سيذهبون بالمال معهم. قال أيضا أنه من مجموعة ال12 المسئولين، وكان مكلفا بتأطير الناس، وأنه سلم كل الوثائق لعبد الواحد وسيد احمد لحبيب مصطفى شخصيا. كل الاجتماعات كان يتم تلخيصها ويتم التعليق عليها في محضر. وهذه المحاضر هي بحوزة سيد احمد لحبيب مصطفى الذي تسلمها من يد المصرح( سيد احمد) شخصيا. في يوم 18( يونيو) تحدث مع أحمد سيدي المحجوب، حول الوثائق، وقال له أنه تم حرق كل الوثائق التي كانت بحوزة سيد احمد. لوائح كل المنخرطين هي بحوزة عبد الواحد، وبحوزته أيضا مخطط لمدينة العيون رسمه بصيري من أجل تنظيم المظاهرة.
بشار ولد علا، جندي بA.T.N قد سلم لعبد الواحد أكثر من 60 طلقة سلاح موسكيتين. وقال بصيري ( لسيدي احمد) بأنه في السمارة عندهم الكثير من الذخيرة، أكثريتها جمعها عناصر A.T.N وسلموها بكثرة. وقال له بدة ( احمد حمادي) في إحدى المرات، بأنه في ذلك الشهر فإن السالك محمد عالي الكرشة، جزار بكولومينا، بأن لديه مسدس وأنه يريد بيعه، وأن بدة قال له أنه سيشتريه للحركة، لكن لا يعرف هل اشتراه أم لا. أيضا محمد لعروسي الحاج بابا احمد يعمل في شركة الفوسفات عنده مسدس، وفي نفس الشهر سأل شخص أروبي هل يستطيع أن يأتيهم بما يريدون من مسدسات، لكنه( سيد احمد) لا يعرف من هو هذا الأوروبي، وكل ما يعرف أنه ( الأوروبي) يعمل في شركة بوكراع، وأنه قال له أنه يستطيع، وأنه سيأتيهم بها( المسدسات). بالنسبة للصالح عبد الرحمان، بدوي، فإنه قال له في فاتح مايو أن عنده (بندقية) رشاش، وأنه سيطلب من عبد الواحد أن يزوده بذخيرتها. وقال له بدة( لسيدي احمد) بأن عنده في منزله ما فيه الكفاية من الذخيرة، وعنده موسكيتون( نوع من السلاح)، وعند أخيه مسدس، لكنه لا يعرف هل أنها سُرقت. وقال له بصيري، أن عليات البشير، جندي، عنده أيضا مسدس. في نفس الوقت يعرف( سيد احمد) أن مولاي أحمد هو المكلف بالسلاح، وأن عنده الكثير من الأسلحة من مختلف الأنواع في السمارة. وقال له السالك عبد الرحمان نه لا داعي للكثير من الأسلحة لإن الصحراويين كلهم لديهم أسلحة. ويعرف أيضا ( سيد احمد) أنه في دار خطري سعيد الجماني هناك أسلحة، وأخبره بذلك خطري شخصيا، وأن عنده مسدسات وموسكيتونات( نوع من الأسلحة). ورغم أنه لا يعرف اين يتم تخزين الذخيرة إلا أنه من جهة أخرى يعرف أن عبد الواحد يقوم بإخفاء كل ما يتعلق بالحركة في منزلين في الحي الحجري، ويعرف( سيد احمد) هاذين المنزلين: واحد منزل محمود الجزار، والأخر منزل عبد الواحد نفسه.
ويقول( سيد احمد) أن الرسالة لم يبلغها خطري شخصيا للجزائريين، وان الذي حملها هو احمد القائد صالح، وهذا ما قاله له هذا الأخير، وقال له أيضا أن الرسالة قد أُرسلت إلى الجزائر العاصمة. وقال له أن عليه أن ينتظر ثلاثة أيام في تندوف، وانه خلال هذه الأيام سيأتيه الجواب. لكنه هو ( احمد القائد صالح) قال لهم أنه لا يستطيع أن يبقى مدة أطول في المكار لإن السلطات الأسبانية يمكن أن يتفطنوا له.  وقالت له( أحمد القائد) السلطات الجزائرية، أن يقول للحركة أن كل المال والدعم الذي يريدون سيحصلون عليه. هذا كله أخبر به خطري من قبل.
ويعتقد المُصرح( سيد احمد) أن أحمد القائد صالح أتى بالمال الذي منحه الجزائريون للحركة، لإنه كان مغتبطا من الجزائريين، وقال أنهم هم أحسن من يوجد في العالم. ما قاله عن الجزائريين لا يمكن وصفه، وانه بسبب ذلك يمكن أن يكون حصل على دعم مالي.
كان معه( أحمد القائد) حين تحدث عنهم( الجزائريين) كل من بدة، بصيري، عبد الواحد، حسان محمد سالم، خليفة ولد بوجمعة، وآخرون. ويعتقد المصرح أن احمد القائد صالح لم يكن لديه مال من قبل.
يقول سيدي احمد أن تعيين الصالح ولد سيدي براهيم في مكان غالي كان بسبب أن الأخير لم يهتم بشئون الحركة بما فيه الكفاية، والذي أمر بالتعيين هو بصيري نفسه.
في بعض الأحيان اجتمع في العيون الصالح سيدي براهيم بشر مع مجموعة أخرى،  من بينهم المُصرح( سيد احمد)، وسألهم هل لديهم أسلحة، فقالوا لا، فقال لهم الصالح أن أحد بدون سلاح لا يساوي شيء، وهو ما يُعتقد أنه هو شخصيا لديه سلاح. كذلك يعرف أنه في السمارة هناك الكثير من السلاح مثلما قال له بصيري( سابقا).
بالنسبة لبصيري تعرَّف عليه في العيون في شهر مارس(1970)، وقدمه له البكاي مبيريك العربي، في دار في كولومينا بيخا.
بالنسبة للسلاح فإن محمد حمودي داف عنده مسدس رقم 9 طويلة، وهذا ما قاله له وأنه في دار محمد فاضل الباد، المسئول الأول في C.Y.T في العيون.
وقال له بيات محمد سالم سعيد الذي يتواجد في منطقة القلتة أنه كان في الحركة، رغم أنه لم يكن لديه وقت للمشاركة، وقال هل ايضا أنه هو وسلاحه في تمام الاستعداد لأي طارئ.
وقال أيضا عالي السالك عبد الودود، بأن سيدي محمد براهيم  البشير، سائق سيارة لاندروفير والذي يعيش في السمارة بأن عنده مسدس او إثنين. وقال الدد ولد محمد الشيخ، وهو موظف في الشرطة هو وأحمد ول الناهي الناجم بأنه في حالة ما يحتاجون لمدسدس أو بندقية فإنه سيأتي بهما حالا من مقر الشرطة. هذا قاله يوم 14 من الشهر الجاري( يونيو 1970). نفس الشيء قالاه الشخصان المذكوران لبصيري الذي رد عليهما بأنه في الوقت الذي يستطيعان إحضاره فليفعلا مباشرة. وقال لهم الشرطي ( الدد محمد الشيخ) أن السلاح الذي سيحضره هو مسروق. قال لهم أيضا أنه حين يكون في الخدمة سيأتي بسلاحه، وبما أنه هناك الكثير من الأسلحة فإنه يستطيع أن يأخذ إثنين أو ثلاثة ويخرجهم دون أن ينتبه إليه احد. وقال المُصرح( سيد احمد) أن محمد فاضل بوخرص، موظف في الشرطة، قال لهم في إحدى المرات أن كل السلاح والذخيرة التي لا يستطعيون تخزينها في دار عبد الواحد سيتكلف هو بتخزينها. وقال لهم محمد فاضل براهيم عبد الله أن عليهم الاحتياط في حالة تجنيد أشخاص لإنه متخوف من تسليمهم أسلحة. وقال لهم بركة( محمد مبارك) ولد سيدي ولد سيد اعلي وكان حاضرا محمد مامين، بأنه يستطيع أن يزودهم ب80 مسدسا، لكن عليهم تسلمهم من منطقة الحكونية، وأن هذه الأسلحة كان قد وعده بها ابا  الشيخ ولد السالك ولد اباعلي وعلي بويا ولد ميارة، وأنه لن يتم لن شراء هذه المسدسات، إنما إذا احتاجها الشعب الصحراوي فهي جاهزة. كان بركة( محمد مبارك) ولد سيدي ولد سيدي أعلي يفكر في الذهاب وأخذ المسدسات في نهاية الشهر( يونيو 1970)، لكن لم يستطيع بسبب إن نصف الناس لا تريد أي شيء من المغرب، رغم أن هناك البعض يرى أن يجب اخذ السلاح أينما كان. ولا يعرف المُصرح إن كان تم جلب تلك الأسلحة أم لا، لكن إلى غاية 12 من الشهر( يونيو) كان لازال في العيون. كانت فكرة بركة ولد سيدي ولد سيدي أعلي  هي أن يأتي هو بها( المسدسات) إلى الحدود ومن ثم يقوم عمال الطرق بإدخالها.
وقال بصيري للخليفة ولد بوجمعة أنه عليه الحذر في حالة أن يقوم بجلب آلة طباعة بالعربية ومسدسات من المغرب. رد الخليفة أنه بالنسبة لماكينة الطباعة سيكون من السهل الأتيان بها، أما المسدسات فذلك صعب، لكن رد عليه بصيري بأن عليه صنع المستحيل لجلبها. الخليفة وبراهيم السالم ذهبا إلى المغرب وهم فيه الآن. كل هذا قاله بحضور المُصرح( سيد احمد) وفي دار عبد العزيز سيد احمد اعلي موسى، الذي يعمل في الفوسفات. 
وقال ( سيد احمد) أن الكميات الكبيرة من الأسلحة هي موزعة بين مولاي احمد بابى وخطري ولد سعيد ولد الجماني وبراهيم عبد الله وعبد الواحد. وقال له عبد الواحد وسيدي احمد محمد المين، بأن محمد الخير محمد فاضل عامل بالطرق أن عنده في خيمته سلاحان ومسدس. وفي دار محمد مبارك البشير الشيخ شاهد سلاحا.
خطاري، موظف في الشرطة، هو شخصية معتبرة في الحركة، ويتواجد دائما مع بصيري، عنده لوائح الموظفين في الشرطة الذين ينتمون للحركة.
بعث بصيري رسالة إلى محمد ولد محمد يحظيه، وهذه الرسالة حملها سيد احمد محمد المين، وفيها شكره على تائيده للحركة وعلى دعمه لتقرير المصير في الصحراء.
بالنسبة لمحمد عالي، مفتش العمل، فإنه يكون قد قال له سلمو المين ومحمد ولد مامين بأنه منخرط على يد هذا الأخير، لكنه يفضل أن يبقى ذلك في الكتمان.
كان يعلم بوجود حزب موالي للمغرب، لكن لا علاقة له بالحركة التي أسسوها هم، ويعرفون أن محمد ايد احماد ولد عبدالله كان معهم ومع الحزب الموالي للمغرب، وكان بصيري يلح دائما انه يجب الحذر من هذا الحزب. المصرح لا يعرف أي شيء عن هذا الحزب( الموالي). وقال المُصرح أنه في يوم 15 ( يونيو) قال له خطاري، موظف في الشرطة، وبحضور الكثيرين، أن مسئول كتيبته قال له أن عليه أن يشطب على اسمه من الحركة، وأنه أجابه أنه قبل إن يتم شطب اسمي من الحركة سيتم شطب اسمي من الشرطة. وواصل خطاري قائلا أنه تشاجر مع عدة عناصر من الشرطة من أولئك الذين طلب منهم المسول شطب أسمائهم من الحركة، وأنهم هم انكروا أنهم ينتمون للحركة، وأنه( خطاري) قال لهم أنهم جبناء حين انكروا انهم ينتمون للحركة، وأنه قال للمسئول انه هو ينتمي للحركة لكن لم يحصل له أي شيء.
وقال خطري ولد الجماني للمصرح( سيد احمد) بأن فيضول ولد الدرهم وحبيب ولد الكنتاوي قالا له أن كل المال الذي يحتاجونه يستطيعون الاعتماد عليهما، لكن لا يستطيعون الظهور انهم مع الحركة خوفا من الحكومة. هذا الكلام قاله خطري الجماني أيضا لمحمد المصطفى محمد المختار، وبدة محمد حمادي، والحسان محمد فاضل معطلا، ومحمد فاضل بوخرص. 
أكثر الذين طلبوا اللجوء إلى الثورة كانوا بدة احمد حمادي، بشير سويليكي، محمد الحسان، عبد الواحد، احمد القائد صالح. وفي إحدى المناسبات، وبحضور الكثيرين، قال البشير سويليكي أن بارك الله، إذا لم يقف في صفهم، سيجعله هو شخصيا يكون معهم، لإن له( بارك الله) تأثير كبير في الحكومة وقادم من موريتانيا. بالنسبة لصيلا ولد عبيدة فهو يجعلهم غاضبون منه، لإنه لم يفعل أي شيء وفقط يجمع المال، والذي انقذه هو أنه من الكثير من الحركة هم من أهله. أما زروك فقد ذهب إليه كي يقنعه بالانخراط في الحركة كل من براهيم سعيد الجماني وبشر ولد حيدار لكن لم يتوصلوا معه إلى اتفاق.
وأشار المصرح( سيد احمد) أن بصيري يحصل شهريا على مبلغ 6000 بسيطة من صندوق الحركة بالإضافة إلى 1000 بسيطة يسلمها له خطري شخصيا كمصروف جيب.
بالنسبة للشيخ الذي كان في مقدمة المظاهرة يحمل لافتة ويجول ويتبعه الكثيرون حين كان الحاكم في مكان التجمهر، غير بعيد عن نقطة حراسة السمارة هو البشير عبد الرحمان. هناك شخص آخر ينتمي للحركة والذي نساه هو لحريطاني معلم المدرسة.
العيون، 26 يونيو 1970م.                                                           

   

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng