كنا نرى في الماضي المفكر
العربي خير الدين حسيب، مؤسس ورئيس اللجنة التنفيذية لمركز دراسات الوحدة العربية،
على شاشات التلفزيون، وكنا مبهورين بتحليلاته للوضع في العالم العربي، وربما، في
لحظة ما، ظننا أنه مفكر حر يقول ويفعل ما يمليه عليه ضميره، وتحليلاته للواقع
العربي.. لكن مؤخرا تكسرت تلك الصورة التي رسمنا لخير الدين حسيب في المغرب، أين
تحول من مفكر حر ليبرالي إلى مفكر منافق رخو الفكر سهل الشراء. ففي محاضرة تحت
عنوان "العرب والعالم... إلى أين" نظمتها مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر
والثقافة، قال حسيب نه "من العار على الأمة العربية أن تظل الحدود بين المغرب
والجزائر مغلقة"، وتمنى أن يتم إنهاء هذه الحالة، وبعث الحياة من جديد في
اتحاد المغرب العربي. ورغم الإطلاع الواسع للمفكر المذكور وسعة المعرفة التي
يتمتع بها، إلا أنه لم يكلف نفسه عناء بحث الأسباب التي جعلت الحدود بين الجزائر
والمغرب تبقى مغلقة. فالكل، حتى الذين يعيشون في الأدغال، يعرفون أن الحدود
الجزائرية المغربية حين تم فتحها في سنة 1988م لم يخدل منها إلى الجزائر ما عدا
السلاح والمخدارت والإرهاب، وأنها حين تمت إعادة غلقها توقف الإرهاب في الجزائر
نهائيا. هذا للاسف غاب عن فكر المفكر العربي حسيب الذي كنا نظن أنه لن ينحط إلى
تلك الدرجة من التفكير الذي يمكن وصفه بالسخيف.
ويمضي حسيب في محاضرته
قائلا أنه ينصح الممالك العربية أن تحتذي بالملكة المغربية. كلام غريب حقا. يعني،
هو يرى المملكة المغربية نموذجا يُحتذى في العالم العربي. بداية هذا المفكر ما كان
يجب أن يقبل أن يذهب إلى المغرب، ويعلن افتخاره بالممكلة التي كانت منذ يومين قد
أرتكبت مجزرة في حق الاساتذة الذين ينتمي إليهم خير الدين حسيب. فلو كان لهذا
المفكر فكر حقيقي ومتنور وأخلاق كان رفض دعوة المملكة المغربية بسبب المجزرة التي
حدثت في صفوف الاساتذة، والذين لازالت دماؤهم ترتسم على شوارع الرباط. المفكر
يتجاهل، متعمدا، أن المملكة التي يفتخر بها تقيم حكمها بالقوة على شعب بائيس
مسحوق، وسلطتها مطلقة ولا تستحق أن يُضرب بها المثل ما عدا في القمع. ينسى خير
الين حسيب، أيضا، أن الممكلة التي يضرب بها المثل لازالت تمارس فعل الاستعمار في
الصحراء الغربية، وتسلخ شعبها يوميا في الشوارع.. في الأخير حسبنا الله يا حسيب..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء