من هذه
الوثائق واحدة تحمل تاريخ 28 جويلية 1970م موجودة في الأرشيف العام للإدارة
الأسبانية صادرة عن حكومة الصحراء بالعيون موجهة إلى قطاع الدورة العسكري
تقول:" بما أنه تم إعطاء أمر بترحيل المعتقل محمد ولد الحاج سيد براهيم ولد
سيد مبارك لبصير إلى المغرب، فإننا نبعث لكم صورا للمعني( بصيري) حتى يتم توزيعها
على مكاتب قطاعكم بهدف أعتقاله في حالة أن يتواجد مرة أخرى في الإقليم."
الوثيقة
الأخرى تحمل تاريخ 15 سبتمبر 1970م، وهي أيضا من الحكومة الأسبانية بمقاطعة
الصحراء الغربية، وتحمل ختم "عاجل"، وموجهة لقطاع الدورة أيضا، وفيها ما
يلي: " بما أنه تم الحصول على معلومات تفيد أن بصير ولد محمد الحاج لد لبصير،
الذي كان تم ترحيله إلى المغرب يوم 29 جويلية 1970م بسبب مشاركته في أحداث 17 جوان
1970م، والذي يعتبر متورطا في تأسيس وقيادة الحزب السري المنظمة الطلائعية لتحرير
الصحراء، يمكن أن يكون قد دخل إلى المقاطعة( الصحراء) عن طريق الجزائر، وعليه يجب
القيام بكل الإجراءات المناسبة لتحديد مكانه للقبض عليه وأعتقاله طبقا لما يتطلب
الأمر المستعجل."
إذن، كل
هذه الوثائق لايمكن تصديقها لإنها بعيدة عن الحقيقة. فهناك تناقض كبير بين تسليم
بصيري للمغرب، وبين دخوله من الجزائر. فلو كان تم ترحيله إلى المغرب فعلا كان هذا
الأخير أحتفى به وأقام له دعاية على أساس أنه " مغربي" يريد "تحرير"
الصحراء، أو كان أتصل باحد من أقاربه في المغرب. الوثيقة الثانية التي تقول أنه دخل
من الجزائر هي فقط يمكن أن تكون ظهرت بعد التأكد أن بصيري لم يتم ترحيله إلى
المغرب وجاءت تغطي على ذلك. ومهما يكن من أمر فأسبانيا تبقى مسؤولة عن مصير بصيري
حتى النهاية.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء