نبض التاريخ: المغرب يشكو بومدين لأمريكا سنة 1973م

كانت قمة أغادير التي جمعت بومدين والحسن الثاني والمختار ولد داداه قد فشلت بسبب العنجهية المغربية، وبسبب الحسابات الخاطئة للملكة المغربية. فالمغرب رفض الحضور إلى اية قمة حول الصحراء الغربية ما لم تنعقد عنده بحجة أنه هو البلد الوحيد المعني بالقضية، وأن أي قرار حول الصحراء الغربية يجب أخذه في المغرب وليس في موريتانيا أو الجزائر. ففي قمة أغادير التي أنعقدت في يومي 23 و24 جويلية 1973م قال المغرب أنه يرفض أية تسوية ما عدا استفتاء يضمن عودة الصحراء الغربية للمغرب، ويجب تحييد الجيش والإدارة الأسبانيتين. هذا هو موضوع تلك القمة التي فشلت، خاصة عندما أتهمت الصحافة المغربية بومدين أنه وافق سنة 1972 على أن يضم المغرب الصحراء الغربية. بعد القمة توجه المغرب إلى الولايات المتحدة كي يشكو الجزائر. في يوم 27 جويلية 1973م طلب بن هيمة، وزير خارجية المغرب، لقاء السفير الأمريكي في الرباط السيد روكل، وفي اللقاء أشتكى الوزير المغربي من الرئيس الجزائري، وقال أن بومدين ظل متعصبا على رأئه أن لا مطالب له في الصحراء الغربية، وأنه في جلسة الأمم المتحدة الأخيرة رفضت الجزائر وموريتانيا الاعتراف للمغرب أنه البلد المعني الوحيد بالصحراء الغربية، وأنه في نواقشوط، أثاء الاجتماع غير الرسمي، فإن بوتفليقة قال أن من حق الجزائر الدفاع عن مصالحها. بخصوص قمة أغادير قال الوزير المغربي وأن الملك المغربي تحدث صراحة في قمة أغادير، ولام بومدين على دعمه للشعب الصحراوي بعد أن كان المغرب قد قدم تضحيات كبيرة في قضية الحدود بين البلدين، وأتهمه أن الجزائر تريد إقامة دولة صحراوية مستقلة تابعة لها، وأنها ستكون أول دولة ستعترف بها وتقيم علاقات معها، رغم أنها لا تعدو كونها دولة شيوعية مثل البانيا فيتنام كوريا الشمالية. في القمة – ودائما حسب وزير الخارجية المغربي- فإن الحسن الثاني قال أن المغرب لن يتسامح مع دولة شيوعية في جنوبه، وانه لن يقبل بدولة تابعة للجزائر في المنطقة، وأنه في حالة ذلك سيضطر إلى الحرب وحمل السلاح لمنعها وتسليح المقاومين ضد الجزائر. وحسب الوزير المغربي فإن بومدين اقترح أن تقوم الدول الثلاث بتبني حركة ثورية صحراوية تفرض على أسبانيا أن تغادر الصحراء الغربية بسرعة، لكن الحسن الثاني عارضه وقال له أنه يفضل أن تبقى أسبانيا في الصحراء الغربية على أن تعلن فيها دولة تابعة للجزائر. بعد لوم بومدين قال وزير الخارجية المغربي أن ولد داداه كان مجرد لعبة في يد بومدين، وأنه ما كان ينطق كلمة دون إشارة خفية من بومدين. 

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest