في غشت 1973م كانت تحركات البوليساريو قد أصبحت مزعجة بالنسبة لأسبانيا، خاصة أن هذه الأخيرة لم تكن قد تكونت لديها فكرة في التعامل مع حل قضية الصحراء
الغربية؛ فهي من جهة تريد البقاء في الصحراء بأي ثمن، ومن جهة أخرى تواجه ضغط
المغرب والبوليساريو التي تكونت حديثا.. فمشروع إعطاء صلاحيات أكثر لجماعة الشيوخ في
تسيير الإقليم كانت قد جوبهت بمعارضة شديدة من طرف المغرب وموريتانيا
والبوليساريو. في غشت 1973م، كانت سرت في مدريد إشاعة تقول أن البوليساريو تفكر في
المشاركة في قمة بلدان عدم الأنحياز التي ستنعقد في الجزائر، وهو الأمر الذي جعل
السلطات الأسبانية تتصل بنظيرتها الموريتانية يوم 20 غشت، وتطلب منها أن تمنع تحركات
مقاتلي الحركة الصحراوية على حدودها كي يسهل أصطياهم.. لكن على ما يبدو كانت
موريتانيا تناور هي الأخرى مع أسبانيا، وبدل ان تعطي موافقتها الفورية على شكل شيك
على بياض، تذرعت أنه ليس لديها القوة الكافية كي تراقب حدودها الواسعة، وأن
إمكانياتها محدودة وتطلب الدعم.. تم دعم موريتانيا بطائرتين للاستطلاع والقصف،
وهما الطائرتان التي تم استعمالهما، فيما بعد، في تتبع وقصف مقاتلي البوليساريو في
المعارك التي حدثت غير بعيد عن الحدود الموريتانية الصحراوية مثل نواحي بئر لحلو
والتفاريتي.
على مستوى سياسي كانت موريتانيا تحاول، سريا، أن تهضم البوليساريو،
وتلتف عليها كي تكون موالية لها مستقبلا في حالة الاستقلال، لكن النتيجة كانت
دائمة محبطة.. خيبة أمل النظام الموريتاني في هضم البوليساريو سياسيا قابله تشديد
على تحركات مقاتليها في المنطقة الحدودية. تحرك القوات الموريتانية على الحدود نتج
عنه إلقاء القبض، في مرات عديدة، على بعض مقاتلي البوليساريو، وأثناء استجوابهم
كانت يتم تخييرهم بين أن يعودوا لموريتانيا أو يتم تسليمهم لأسبانيا.. في بعض
الاحيان نجحت وساطات صحراويين نافذين في النظام الموريتاني في إطلاق سراح المقاتلين
الصحراويين الذين تم القبض عليهم.. على مستوى أمني قامت السلطات الموريتانية
بالتضييق على الصحراويين في المدن الموريتانية الحدودية مثل الزويرات ونواذيبو،
وبدأت تعد لهم ملفات وتتبع حركاتهم خاصة التجار وأصحاب الأموال..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء