الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز أصبح مختصا في
تسجيل النقاط على المغرب وملكه، فمرة يسحب سفيره من المغرب، ومرة يرفض لقاء العاهل
المغربي في الهند، ومرة يرفض لقاء وفد من المخابرات المغربية ورؤساء أحزاب..
لكن أكبر نقطة سجلتها موريتانيا ضد المغرب هي أنها
" سوفلته" في قضية القمة العربية.. فالمغرب بسبب الغباء السياسي، حين
رفض أحتضان القمة العربية، لم يخطر على خلده أن الرئيس الموريتاني المتمرس يمكن أن
يحتضنها دون أن يفكر في الأمر مرتين.. كان المغرب يظن أنه برفضه لاحتضان القمة
العربية سيجعل الأمانة العامة للمنظمة ترتبك وتترجاه وتخضع لابتزازه.. في كل
الحالات لم يخطر على بال أحد أن موريتانيا ستحتضنها. فقرار المغرب بالرفض لا مبرر
له إطلاقا ما عدا شيء: المغرب يدخل معركة لي ذراع مع الدول العربية، والسبب بسيط
جدا. فالدول العربية، خاصة السعودية، قررت، منذ شهر غشت الماضي، قفل الحنفية
المالية عن المغرب وعن بعض الدول الأخرى التي كانت تتغذى على عائدات البترول..
أصبحت السعودية تشترط على الدول التي تتغذى على عائدات البترول السعودي، مثل
المغرب، أن تقوم بأعمال لصالح السياسة السعودية مقابل ان تحصل على الدعم. كانت حرب
اليمن أول امتحان حقيقي لجعل المغرب يبعث جنوده إلى الحرب في مقابل ان يحصل على
الدعم.. الطلب السعودي الثاني كان طلب المزيد من القوات المغربية للحرب ضد داعش.. رفض
المغرب الطلب مؤقتا وأشترط الدعم المالي العادي، لكن السعودية قالت لا..
حين تمت برمجة القمة العربية في المغرب، لم يرفض
الطلب في البداية، وأنتظر حتى حان عقد القمة ثم رفضها.. الرفض هو في الحقيقة نوع
من الابتزاز ونوع من التعنتر ضد السعوية ومصر بالدرجة الأولى. فالابتزاز هو أن
المغرب يريد احتضان القمة مقابل دعم مالي، لكن يبدو ان الجامعة رفضت ذلك، وقررت
تحويلها إلى بلد ثاني هو موريتانيا.. بالنسبة لقضية التعنتر ضد السعودية سوف لن
يستفيد منها المغرب سوى تأليب الدول العربية، خاصة التي تحتضنها المظلمة السعودية،
ضد المغرب، وبهذا يصبح في مشاكل مع العالم العربي ومع الاتحاد الاوروبي ومع
الاتحاد الإفريقي، وتسجل عليه موريتانيا نقطة مهمة.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء