في مارس 1974م كان
انطونيو كارو، الوزير بالرئاسة الأسبانية،وبأمر من فرنكو، قد أعد وثيقة سرية
للحكم الذاتي في الصحراء الغربية، لكن لم يتم الإعلان عنها حتى جويلية من نفس
السنة، عندما تم عقد اجتماع لجماعة الشيوخ والذي فيه تم إطلاعهم على فحوى الوثيقة
والمشروع( نص الوثيقة مذكور في مقال سابق).
في بداية جويلية من سنة
1974م، وقبل أن تعلم الجماعة بالمشروع السري أو يعلم به أحد، وبطريقة مخابراتية،
وقعت نسخة من الوثيقة الأسبانية لحكم الذاتي في يد الحسن الثاني. بعد قراءتها تأكد
له أنه إذا نفذت اسبانيا الحكم الذاتي في الصحراء الغربية فسيكون المغرب خارج
اللعبة.. تحرك الحسن الثاني وبعث رسالة تهديد إلى فرنكو بتاريخ 4 جويلية 1974م.. يقول
الحسن الثاني في رسالته: في حالة أن تغير أسبانيا من الوضع القائم في الصحراء، فإنه،
بكل تأكيد، سيحدث تدهور في العلاقات بين البلدين..(..) إن القيام باية خطوة أحادية
في الصحراء سيفرض على المغرب الدفاع عن حقوقه.. إن حكومتي يقول الحسن الثاني وأنا
سنبقى نحتفظ بحق الرد، لكن مع ذلك هذا لا يمنع من أن المغرب يرغب في أن تبقى العلاقات
مع أسبانيا ودية، وأنه ما دامت الدولتان متجاورتان فإنه يحتم عليهما الوضع أن
يتجنبا أي شيء يمكن من أن يدهور من علاقاتهما."
لم يحمل فرنكو ذلك
التهديد على محمل الجد. لم تكن المشكلة في فرنكو؛ كانت في البطانة التي تحيط به.
كان انطونيو كارو ولوبي آخر في الرئاسة له
علاقة خاصة بتسيير الصحراء الغربية يتمتع بعلاقات جيدة مع الممكلة، ويخشى أن تفقد
أسبانيا سبتة ومليلية والجزر، ويخشى أن يكون استقلال الصحراء الغربية هو مقدمة
لاستقلال كناريا.. لا أحد من هؤلاء كان يريد الحكم الذاتي، وكانوا، كلهم، يريدون
فتح مفاوضات ثنائية مع المغرب كي يتم تسليم الصحراء الغربية له مثلما تم تسليم
إفني سنة 1969م.. بعد تلك الرسالة تم تجميد مشروع الحكم الذاتي ووضعه في الدرج،
وحجة أولئك الذين جمدوه هو أنه يجب أن يحدث أتفاق بشأنه مع الشعب الصحراوي، ويجب
أن يوافق عليه، وقالوا أنه مادامت جبهة البوليساريو قد بدأت تقاتل فإن هذا يعني أن
الصحراويين يريدون الاستقلال، وإذا حصل ستفقد أسبانيا مصالحها في الصحراء الغربية،
ومن الأفضل أن يتم اتفاق مع المغرب للحفاظ على بعض المصالح.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء