في يوم 30أكتوبر 2005م
أدان اليسار الأوروبي في أثينا " سياسة الظلم والاضطهاد التي تقوم بها
السلطات المغربية ضد الصحراويين."
ففي حين أعتبر المغرب أن الانتفاضة هي من أجل
مطالب اجتماعية صرفة، رأت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة
في تقريريها الصادر في أكتوبر 2006م أنه" مهما كانت الحال فوضعية حقوق الإنسان مقلقة جدا في الجزء
الذي يديره المغرب من الصحراء الغربية. حاليا لم يمنع الشعب الصحراوي فقط من حقه
في تقرير المصير، ولكنه ممنوع أيضا من ممارسة مجموعة من الحقوق الأخرى، وخاصة
الحقوق الوثيقة الصلة بحق تقرير المصير، مثل الحق في التعبير عن وجهة النظر بخصوص
القضية، الحق في تكوين منظمات تدافع عن حقهم في تقرير المصير، وإقامة التجمعات
لجعل وجهة نظرهم مسموعة."
بمثل هذه التقارير فإن
هذه المنظمات العالمية الكبيرة قد أعطت الضوء الأخضر للصحراويين ليواصلوا
انتفاضتهم السلمية غير العنيفة التي تصبو إلى انتزاع حق مهم يؤيده العالم، ويحث
الشعوب على المطالبة به. أن هذه المنظمات صارت قادرة الآن أن تغيِّر سير قطار
السياسة الدولية اتجاه قضية ما، وهذا قد يكون مهما جدا مستقبلا في وضعية الصحراء
الغربية التي يؤخر حلها غطرسة النظام المغربي وحلفائه الكبار خاصة في مجلس الأمن.
على صعيد الأمم المتحدة،
صارت القضية الصحراوية عقدة مؤرقة بالنسبة لها، فهي متواجدة في الإقليم، لكن لا هي
قادرة على البقاء غير المبرر بعد رفض المغرب لحلولها، ولا هي قادرة على الانسحاب
الانهزامي الذي سيفقدها الشرعية حين تفشل في قضية بسيطة من اختصاصها. إن تواصل
الانتفاضة سيوقظ الأمم المتحدة ويزيد الضغط عليها لتتحرك من أجل تمكين الشعب
الصحراوي من حقه، خاصة بعد فشل تمرير حلول تقفز على تقرير المصير أو تتجاهله. إذن لم يبق أمام الأمم المتحدة إلا حل واحد
شرعي هو الحل الذي يطالب به المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية، وهو تمكين الشعب
الصحراوي من فرصة الاستفتاء على مصيره.
وإذا كانت الانتفاضة
شكلت\ ستشكل ضغطا على الاحتلال، فإن الجمهورية الصحراوية ستضغط أيضا في المحافل
الدولية من أجل الاعتراف بها في هيئة الأمم المتحدة. إن هذا الهدف صار الآن بين
الأعين وفي متناول اليد، خاصة أن المجموعة الأفريقية والدول المعتدلة في العالم
تدعم هذا المطلب، لأنه لم يعد هناك مبررا لرفضه بعد اتضاح أن المغرب هو الذي يعرقل
الحل الشرعي وهو الاستفتاء.
في خلفية القناعة
الصحراوية الآن إن الانتفاضة المتواصلة في المدن المحتلة هي أخر ما بقى بين أيدي
الصحراويين من وسائل كفاح يضغطون بها على الاحتلال. فالمهم، أن يبقى في الشوارع
الصحراوية المحتلة مظهر من مظاهر الانتفاضة حتى لو كان صغيرا. يجب ان لا نستهزئ
بأهمية علم صحراوي يصبح معلقا فوق سلك كهرباء، أو بمنشور مرمي في شارع أو تخليد
مجموعة أشخاص لذكرى وطنية. ولا يتوقف تواصل الانتفاضة عند هذه المظاهر فقط، فمثلا
لبس اللباس التقليدي أ والعسكري الصحراوي، الحديث باللهجة الحسانية ومقاطعة الانتخابات المغربية وخلق انتخابات
موازية لها هي كلها أساليب تطور الانتفاضة وتربك الاحتلال.
إن استراتيجية التواصل في الانتفاضة هي التي هزمت
المخزن وأرهقته وجعلته يستسلم في النهاية. إن الاحتلال، منذ الانتفاضة الأخيرة،
مرورا بملحمة بكديم إزيك وما تلاها، أصبح متأكدا نفسيا ومعنويا أن الصحراء الغربية
خرجت من دائرة سيطرته، وأنه خسر قلوب الصحراويين إلى الأبد، خاصة الذين ولدوا
أثناء وبعد تواجده في الإقليم. إن خسارة معركة الانتفاضة هي مقدمة لاعتراف
الاحتلال المغربي بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء