كانت أسبانيا، بعد تفاقم
المطالب المغربية بالصحراء الغربية، وتأسيسالبوليساريو قد قررت أن تنتهج الحكم
الذاتي كوسيلة لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، لكنها بسبب الضغوط الكبيرة
قررت أن تقول ان الحكم الذاتي ذلك ما هو إلا خطوة لتقرير المصير، ثم في النهاية قررت
أرشفته نهائيا، ولم يطلع عليه ما عدا جماعة الشيوخ في يوم 4 جويلية. حسب وثيقة
أمريكية صادرة عن سفارة الولايات المتحدة بمدريد بتاريخ 17 جويلية 1974م تحت
الرقم 1974madrid04540_b
فإن السفير الأمريكي استدعى مسئول مكتب الصحراء الغربية في الرئاسة الأسبانية إدوارو
بلانكو ليسأله عن قضية الصحراء، وماهي خطة الحكم الذاتي التي تنوي الحكومة
الأسبانية القيام بها.. وحسب التقرير فإن المسئول الأسباني قال للسفير الأمريكي أن
سبب أهتمام المغرب بالاستحواذ على الصحراء الغربية راجع إلى ثلاثة أسباب هي: دوافع
داخلية سياسية؛ محاولة تحسين مرتبته في الفوسفاط حين يضم مناجم الصحراء الغربية؛
محاولة غلق الباب في وجه الجزائر.. إن
الحكومة الأسبانية يقول إدوارو بلانكو هي ماضية في تنفيذ الوضع الذي قررته، والذي
يفضي إلى تقرير المصير، والذي وافقت عيه جماعة الشيوخ، وأنه الآن تحت التنقيح ووضع
اللمسات الأخيرة. – لم يذكر كلمة الحكم الذاتي، لكن ذكر "وضعا" يفضي إلى
تقرير المصير-. إن الخطير في الحملة التي يقوم بها المغرب- يقول بلانكو- هو خروجها
عن السيطرة، لكن مع ذلك أسبانيا لا تتوقع أن يقدم المغرب على غزو الصحراء.. إن
الحكومة الأسبانية لها مصلحة في بقاء الوضع على ما هو عليه في المغرب لإنه في حالة
تغيير الوضع يمكن أن تسقط الملكية ويأتي محلها نظام تابع للقذافي، ثم ان الحكومة
الأسبانية لا تستطيع قبول المقترحات المغربية التي تتحدث عن ضمان قواعد لأسبانيا
في الصحراء مقابل تسليمها للمغرب، وإعطائه نسبة من الفوسفات أو تقاسم أرباحه معه،
لإن هذه الثروات هي ملك لشعب الصحراوي وفي حالة تقاسمها مع المغرب سيحرم
الصحراويون من ارباحها..إن الحل يقو المسئول الأسباني – حسب التقرير- هو في تنظيم
استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة، لكن بشرط ان لا تهيمن على مراقبته الدول العربية
– التي تدعم المغرب-. إن الحكومة الأسبانية تدرس الآن خطة لتقرير مصير الإقليم،
وسبق لجماعة الشيوخ أن وافقت عليها- الجماعة في الحقيقة وافقت على الحكم الذاتي،
لكن تم سحبه واستبداله باسم خطة لتقرير مصير الشعب الصحراوي. في حالة موافقة مجلس
الحكومة الأسبانية على الخطة – تقرير المصير الآن- سيتم تسليمها لفرنكو ليوافق
عليها، وهي عبارة عن تقرير مصير على مراحل.. إن الحكومة الأسبانية تريد فقط أن
تسيطر على الاستثمار في الفوسفات وتحويله إلى مصدر دخل بالنسبة للصحراويين حتى
يتمكنوا من بناء دولة قوية في المستقبل وقابلة للحياة..
وكما نرى فإن لحكم
الذاتي تم التعيتم عليه واستبداله بخطة غير واضحة المعالم ترمي إلى تصفية
الاستعمار من الصحراء الغربية وتقرير مصير الشعب الصحراوي، لكن لازالت لم تتضج بما فيه الكفاية بسبب أن الحكومة الأسبانية تريد
أن تضمن أن يبقى ىالفوسفات والثروات تحت يديها تتصرف فيها كما تشاء..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء