كل ما يقوم به المغرب
الآن من شطحات ورقص في الغبارووراء الدخان هو في الحقيقة مجرد قفزات بهلوان،
سيعود بعدها إلى الأرض، أو هو قنابل دخانية لا هدف حقيقي من ورائها. في الحقيقة ما
سمعنا، خاصة في إعلام العدو المغربي، من تصعيد ضد الأمين العام، وتصعيد ضد الأمم المتحدة وخطوات لطرد المينورصو
هو في الحقيقة خزعبلات لا طائل من ورائها، وهي سياسة عبثية للفت الانتباه. المغرب
ليس في وضع سياسي قوي يسمح له بالقيام بهذه الخطوات الخطيرة، وسنرى أنه سيعود إلى
الإبقاء على المينورصو وسيعيد فتح العلاقات مع الأمانة العامة للأمم المتحدة وحتى
من الممكن جدا أن يعود لطاولة المفاوضات.. هذا سبق أن فعله مع روس وتراجع عنه،
وسبق وفعله مع المفاوضات وتراجع. المغرب، وهو في هذه الحالة، وفي هذا الوضع الذي
لا يحسد عليه لا يستطيع أن يصب البنزين على النار ويصبح في مواجهة، ولو في
الإعلام، مع الأمم المتحدة أو مع بعض أعضاء مجلس الأمن خاصة بعد الخيبة الأخيرة من
زيارة روسيا.. كل أعضاء مجلس الأمن بما فيهم الولايات المتحدة لا يستطيعون المضي
قدما في دعم المغرب في رعونته وطيشه السياسي.
فالحملة التي قادتها
الطبول الإعلامية والسياسية المغربية ضد بان كي مون أتت بثمارها في شيء واحد فقط،
وهو أنها جعلت الأمين العام يتراجع عن زيارة المغرب- في الحقيقة هو كان يريد زيارة
العيون كعاصمة محتلة للصحراء الغربية -. الآن وقد الغى الأمين العام زيارته للمغرب
بسبب الهجمة المغربية يحس المغرب انه نجح في إفشال تلك الزيارة التي يعتبرها ملغمة
وغير برئية. إلغاء بان كي مون لزيارة المغرب والعيون التي كانت مبرمجة في جويلية
المقبل بسبب الخلاف مع المملكة يمكن أن
يطبل عليها الطرفان معا- نحن الصحراويين والعدو المغربي-، وكل واحد يفسرها على
أساس أنها نجاح لصالحه. فالمغرب منع - بالدعاية وخلق المبررات- الأمين العام من
زيارة منطقة هي نظريا تحت إشراف الأمم المتحدة، وبالتالي سنعتبرها نحن الصحراويين
سابقة خطيرة، ونعتبرها فتح لجبهة صراع مغربية أممية، ونعتبرها كذلك أنها أول مرة
يتم فيها منع أمين عام من زيارة خولها له مجلس الأمن، وسنطمئن أنفسنا أن العدو دخل
في صراع مباشر خطير مع الأمم المتحدة، أما المغرب فسيتعبر انه نجح في كبح جماح بان
كي مون، وأنه منعه من زيارة العيون، الزيارة التي يعتبرها ملغمة، ويعتبرها أعتراف
ضمني أممي أن العيون هي محتلة، ولا تعترف الأمم المتحدة "بسيادة المغرب"
عليها، ويزورها الأمين العام كعاصمة محتلة.. من جهة أخرى يعتبر المغرب خلق تصعيد
مع بان كي مون في شهوره الأخيرة كأمين عام تكتيكا فقط؛ فالأرجح أن يرحب المغرب
بالتعاون مع الأمين العام الجديد الذي لازالت معالم وجهه لم تُعرف بعد.
والخلاصة أن المغرب لا
يستطيع في الوقت الحالي لا التصعيد ولا طرد المينورصو، وكل ما يفعل هو فقط مجرد
خرجات سيعود بعدها إلى الحظيرة. فطرد المينورصو لا يريده ولا عضو من أعضاء مجلس
الأمن، ولا يريده أحد، وأكثر من ذلك المغرب ليس كوريا الشمالية ولا إسرائل بسب
هشاشته اقتصاديا وسياسيا، وبسبب فتحه لجبهات عديدة من الصراع مع الاتحاد الاوروبي
ومع الاتحاد الإفريقي ومع الأمم المتحدة ومع السلطان ومع الشيطان.
ومثلما تراجع عن التعاون
مع روس، ومثلما رفض المفاوضات في مرات سابقة وعاد إليها، ومثلما تراجع عن قطع
علاقاته مع الاتحاد الأوروبي سيعود المغرب ويسكت عن المينورصو، وقد حت ىيسكت عن
بان كي مون..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء