كان المغرب، وفي محاولة
لفرض أمر واقع على الأرض،قد رفض الحكم الذاتي الأسباني، وبدأ يهدد أسبانيا بكل
الوسائل، ومن جهة اخرى شن حملة دبلوماسية في العالم كله، خاصة في العالم العربي
وفي الأمم المتحدة، كي يخبر الجميع أنه س"يسترجع" الصحراء الغربية من
الاستعمار الأسباني بكل ما يتاح له من قوة. حين انتهت الحملة المغربية الموجهة
للخارج بدأ الحسن الثاني يحاول التغلغل في الأوساط السياسية الأسبانية نفسها كي
يؤثر عليها.. كان دائما يضع على الطاولة فكرة أن المغرب سيضمن لأسبانيا- إن هي
تخلت له عن الصحراء الغربية- مصالحها الاقتصادية ويضمن لها قواعد عسكرية في
الصحراء الغربية لمراقبة جزر كناريا. رجوع الحسن الثاني إلى أسبانيا مرده إلى ان
المغرب كان متأكدا أن أسبانيا مهمة، وان المفتاح بيدها، وفي حالة ان لا تحدث
مفاوضات مع أسبانيا ستفشل خطة الاستيلاء على الصحراء الغربية ..
حسب تقرير للسفير
الأمركي بالرباط، نيومان، بتاريخ 18 جويلية 1974م فإنه استدعى السفير الأسباني
بالرباط، مارتين غاريمو، ليسأله عن تطورات قضية الصحراء الغربية، وأثناء اللقاء أسر
له السفير الأسباني أنه التقى لقاءا سريا مع الحسن الثاني يوم 16 جويلية، وان
الحسن الثاني تودد إليه بطريقة مغايرة للقاءات سابقة، وطلب منه أن معلومات عن
الفريق السياسي الأسباني في مدريد الذي يعارض التفاوض بين أسبانيا والمغرب لتسليم
الصحراء الغربية لهذا الأخير . حسب التقرير فإن السفير الأسباني طلب من السفير
الأمريكي أن لا يخبر أحدا عن اللقاء السري بينه والحسن الثاني لإنه جرى من وراء
ظهر حكومة فرنكو، وكان في سريا، وأن الحسن الثاني طلب منه أن يتحرك كي يحاول أن
يجعل أسبانيا تقبل بمصالح لها في الصحراء الغربية مستقبلا مقابل التفاوض مع المغرب
ثنائيا حول تسليم الصحراء له..
لاحقا أنضم السفير الأسباني
المذكور للفريق الذي كان يطالب بالتفاوض بين المغرب وأسبانيا على حساب الشعب
الصحراوي.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء