في يوم 5 جويلية من سنة
1974م، وحين كانت الجماعة الصحراويةللشيوخ في أجتماع مغلق لتدارس وثيقة الحكم
الذاتي الذي لم يعلم به أحد، وبطريقة مخابراتية، وقعت نسخة من الوثيقة الأسبانية للحكم
الذاتي في يد الحسن الثاني. اجتماع الجماعة ذلك كان قرارا من فرنكو ليعلمها بوثيقة
الحكم الذاتي. الاجتماع استمر بين أيام 4 إلى 7 جويلية من سنة 1974م.. لكن تلك
الوثيقة التي كانت الجماعة تناقشها كانت في يد الحسن الثاني منذ يومين..بعد
قراءتها من طرف الحسن الثاني تأكد له أنه إذا نفذت اسبانيا الحكم الذاتي في
الصحراء الغربية فسيكون المغرب خارج اللعبة.. تحرك الحسن الثاني وبعث رسالة تهديد
إلى فرنكو بتاريخ 8 جويلية 1974م.. يقول الحسن الثاني في رسالته: في حالة أن تغير
أسبانيا من الوضع القائم في الصحراء، فإنه، بكل تأكيد، سيحدث تدهور في العلاقات
بين البلدين..(..) إن القيام باية خطوة أحادية في الصحراء سيفرض على المغرب الدفاع
عن حقوقه.. إن حكومتي يقول الحسن الثاني وأنا سنبقى نحتفظ بحق الرد، لكن مع ذلك
هذا لا يمنع من أن المغرب يرغب في أن تبقى العلاقات مع أسبانيا ودية، وأنه ما دامت
الدولتان متجاورتان فإنه يحتم عليهما الوضع أن يتجنبا أي شيء يمكن من أن يدهور من
علاقاتهما."
في الاجتماع تقرر أن تبدأ ترتيبات الحكم الذاتي
بعد إجراء انتخابات في الصحراء الغربية وتجديد نصف جماعة الشيوخ، والسماح للشباب
المثقف أن ينضم إلى تلك الجماعة، وأن يكون التمثيل فيها مشتملا حتى على الصحراويين
الذين يعيشون في الدول المجاورة. تجديد نصف الجماعة والسماح للشباب بالدخول إليها كان
بهدف مغازلة قيادة البوليساريو التي كانت شابة كلها، وكانت تقارير المخابرات
الأسبانية تقول أنها لاتريد التفاوض مع إسبانيا إلا حول الاستقلال التام وتسليم
السلطات لها، بدل تسليمها للجماعة..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء