نبض التاريخ: سفارة الولايات المتحدة الامريكية بالرباط توصي ان يتم تفهم موقف المغرب من قضية الصحراء الغربية سنة 1974م

Resultado de imagen de henry kissingerبعد ان بعث الملك المغربي الكثير من الشخصيات والوفود إلى دول العالملإقناعها بموقوفه من غزو الصحراء الغربية جاء الدور على الولايات المتحدة. يوم غشت 1974م تقرر ان يذهب وزير الخارجية المغربي احمد العراقي إلى واشنطن لإقناعها بتائيد غزو الصحراء الغربية وبدعم الجيش المغربي بالسلاح. حسب تقرير للسفارة الأمريكية بالبراط بتاريخ 1 غشت 1974م تحت رقم 1974rabat03640_b فإن السفير كتب تقرير إلى كتابة الدولة يطلب منها فيه أن تتفهم الموقف المغربي. وحسب التقرير فإن وجهة نظر السفير هي ان يتم دعم المغرب في قضية الصحراء من أجل ان يقوم المغرب بدعم الولايات المتحدة في قضية الشرق الأوسط، ثم أنه- حسب السفير- في حالة أن لا يتم دعم المغرب فإن الدول العربية يمكن أن تنفض يدها من الانسياق مع الولايات المتحدة في توجهها في الشرط الأوسط وهذا في حد ذاته خطير. يوصي السفير ان لا يتم غلق الباب في وجه وزير الخارجية المغربي، وان الولايات المتحدة يمكن أن تقنع أسبانيا ببعض التنازلات لصالح المغرب، وتحاول أن تبقى في العلن محايدة فبينما تعمل في الخفاء لصالح المغرب. لكن كما يقول السفير في تقريره فإن الولايات المتحدة إذا كان من مصلحتها أن لا تتدخل مباشرة في النزاع، فيجب، في نفس الوقت، أن لا تُظهر للمغرب انها تؤيده علانية لإنه سيعلنها، وبالتالي ستكون هناك مشكلة مع أسبانيا والجزائر وموريتانيا.. أما إذا كانت الولايات المتحدة ستلعن أنها تؤيد المغرب صراحة فيجب أن تقايض تأئيدها له بتأئيده لها في قضية الشرق الأوسط أين تبحث الولايات المتحدة وإسرائيل عن شريك عربي لهما في السلام الذي لازال لم تتحد ملامحه بعد.. بالنسبة للموضوع الذي لا بد أن الوزير المغربي سيحمله لواشنطن هو موضوع تزويد المغرب بالسلاح الأمريكي، وكان الملك المغربي قد خاض في عدة مناسبات في هذا الموضوع مع السفارة في الرباط.
من خلال التقرير نحس ان موقف الولايات المتحدة من قضية الصحراء الغربية قد بدأ يتشكل: تعلن أنها محايدة، لكن في نفس الوقت هي متعاطفة مع المغرب؛ تريد أن تقايض دعمها للمغرب في قضية الصحراء الغربية بقضية دعمه لها في الشرق الأوسط؛ لا تريد حتى المغرب ان يعرف انها تدعمه خوفا من أن يصرح ان الولايات المتحدة تدعمه، وبالتالي  ستغضب بقية الدول خاصة الجزائر وموريتانيا..     

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء