المعركة بين المغرب وبان كي مون: الاعتذار مقابل عودة المينورصو


Resultado de imagen de ‫بان كي مون ملك المغرب‬‎لم يستطيع المخزن المغربي، رغم ما قذف من هجمات السب والشتموالقذف، ورغم ما نظم من مظاهرات ومسيرات ضد بان كي مون أن يثنيه عن ما قام به، عن ما أدلى به من تصريحات.. وحين لم يستطيع المغرب ثني الأمين العام عن جولته ولا عن نتائجها قام بطرد جزء من المكون المدني للمينورصو، لكن لم تكن لديه الشجاعة ولا النية الكافيتين لطرد البعثة بكاملها بقرار سيادي.. الورطة التي وجد المخزن نفسه فيها طرد\ عدم طرد المينورصو، أصبح يحاول أن يقايض بها الأمين العام: التراجع عن طرد المينورصو مقابل الإعتذار عن وصف المغرب بالمحتل. ورغم الضغوطات التي تعرض لها الأمين العام من طرف الكثير من الدول مثل فرنسا السعودية وأسبانيا، ورغم الهجمة الشرسة التي أصابته، لكنه بقى – إلى حد الآن- مصرا على موقفه الصحيح قانونيا وأخلاقيا، وهو أن المغرب محتل، وان بئرلحلو تخضع لسيادة الدولة الصحراوية المستقلة..
وحتى يحاول مجلس الأمن التوفيق بين الطرفين – بان كي مون والمخزن- كان لا بد من حل وسط: إيجاد عبارة مشابهة كثيرا للاعتذار، لكن لا تصل إلى درجة الأعتذار، وفي حالة أن لا يقبلها المغرب يتم الضغط عليه للإبقاء على المينورصو.. المينورصو بالنسبة لمجلس الأمن وحتى بالنسبة للمغرب هي خط أحمر. أعلنت الأمانة العامة أن الأمين العام "يتأسف" لما حصل، دون الإشارة إلى أنه يعتذر. وحتى يمني نفسه بانتصار هو ليس كذلك فسر المغرب كلمة "تأسف" انها "أعتذار" مغلف. أجتمع مجلس الأمن وألح على الطرفين- دائما بان كي مون والمخزن- على "التعامل بأسلوب بناء وشامل ومتعاون مع الملابسات التي قادت إلى الوضع الحالي، حتى تستأنف "المينورسو" مهامها". " تستأنف المينورصو علمها هو لب بيان مجلس الأمن."
ترويج المغرب أن الأمين العام أعتذر، جعل استيفان دوغريك، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يرد بقوة في ندوة صحفية أن بان كي مون لم يعتذر" عن استخدامه كلمة "الاحتلال" بخصوص أوضاع الصحراويين بمخيمات تندوف(..) وأن التصريحات التي أدلي بها كي مون للصحفيين "لا تعني اعتذارًا"(..) وشدد دوغريك على أنه لا يوجد ما يفسر أن تلك التصريحات تعني اعتذارًا من قبل الأمين العام".
بدأ الضغط على المغرب يأخذ مجرى التنفيذ. كان على المغرب أن يتراجع في اليوم الموالي. الأمر دفع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، يوم الثلاثاء 29، إلى إصدار بيان يقول أن "المملكة المغربية تجدد استعدادها للانخراط في حوار مسؤول وشامل وبناء، بخصوص موضوع الأزمة التي تسببت فيها التصريحات الخطيرة، والأفعال غير المقبولة الصادرة عن الأمين العام للأمم المتحدة(..)، وأن المغرب لا يدخر أي جهد من أجل الانخراط في هذا الحوار، اعتبارا من اليوم، في احترام تام لموقفه الذي سبق له أن عبر عنه، ولقراراته الموثقة"، معتبرا أن المغرب يواصل بشكل ملتزم وبناء التفاعل مع أعضاء مجلس الأمن الدولي.
المعركة لازالت متوصلة وننتظر السيناريو التالي: قبول المغرب بعودة عناصر المينورصو المطرودين أو عودة عناصر أخرى محلهم. أما من ناحية الأمين العام فلا يبدو انه يستطيع تقديم الأعتذار- الشرط المغربي-، وفي حالة تقديمه فهذا يجعله يعرض مصداقية الأمم المحدة وبعثتها إلى خطر، ليس من طرف المغرب لكن من طرف الصحراويين. فالتراجع عن تلك التصريحات التي تتوافق والقانون الدولي يعرض مهمة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية للخطر.     


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء