بتاريخ 10 جويلية 1974م بعث سفير أسبانيا بالأمم المتحدة، خايميدي بيينيز،
الرسالة التالية إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد كورت فالد هايم يشعره فيها
ان أسبانيا ستلجأ إلى الحكم الذاتي فقط من أجل تحضير الصحراء الغربية وسكانها لتقرير
المصير في وقت قريب.. يقول السفير في رسالته: لي الشرف أن أخبركم بما يلي: أمام اللجنة الرابعة في جلستها
لسنة 1973م، أعلنت حكومتي أن الشعب الصحراوي هو الذي بيده السلطة على ثرواته وعلى
سيادته، وهو سيد قراره في النهاية ولا يوجد لأي أحد الحق في إجهاض إرادته، وأن
أسبانيا ستدافع عن حرية وقرار الشعب الصحراوي الحر، وستضمن وحدة تراب الصحراء
الغربية.. من جهة أخرى أعلنت حكومتي أيضا أن تقرير المصير سيتم تطبيقه عندما يطلب
الشعب الصحراوي ذلك بحرية. واستكمالا لذلك المشروع قررت حكومتي أن تبدأ تطبيق ذلك
الإجراء تدريجيا بإنشاء نظام – الحكم الذاتي- يسمح بمشاركة أكثر للصحراويين في
تسيير شئونهم.. لقد تم إشعار الدول المجاورة بالمخطط، (..) لكن يوم 5 جويلية بعث
الملك المغربي رسالة إلى فرنكو، وبثها الإعلام المغربي قبل ان تصل إلى فرنكو، ويوم
8جويلية أعلن في خطاب له أنه سيستعيد الصحراء بكل الوسائل، متناسيا ما تم التوصل
إلية في الأمم المتحدة من قرارات، ومتناسيا أنه سبق واعلن أنه مع تقرير المصير في
قمتي أغادير ونواذيبو.(..) إن النظام الذي أنشاته أسبانيا- الحكم الذاتي- هو فقط من
أجل تحضير الإقليم وشعبه لتقرير المصير طبقا لقرارات الامم المتحدة..(.) إن
الحكومة المغربية ستكون مسئولة عن أي تدهور في العلاقات(..) وان الحكومة الأسبانية
ستواصل تحضير السكان الصحراويين ليتحكموا في مستقبلهم عن طريق تقرير مصير محتمل....
في نهاية الرسالة قال السفير الاسباني أنه يطلب من الأمين العام ان يعتمد هذه
الرسالة كوثيقة أممية رسمية.
من خلال إيقاع الرسالة نحس أن السياسة الأسبانية بدأت تأخذ منعرجا أخرا في
قضية الصحراء بعد التهديد المغربي لفرنكو، وانها- أسبانيا- بدأت تتخلى عن الحكم
الذاتي لصالح تقرير المصير، وأن الحكم الذاتي، في نظرها، هو فقط مشروع من أجل تحضر
الإقليم وسكانه للمارسة حقهم في تقرير المصير..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء