رغم أنه لم يفعل أي شيء إيجابي خلال سنواته
الثمانية التي أنتهت، يبدو انه الآن يريد ان يقوم بفقاعة إعلامية لا أكثر ولا أقل
بزيارته لبئر لحلو.. في الحقيقة مجئ بان كي مون، رغم انه تاريخي، وأنه اول أمين
عام يزور عاصمة الصحراء الغربية المؤقتة، وسيزور- هذا إلى حد الآن غير مؤكد-
العاصمة المحتلة للصحراء الغربية في جويلية القادم، لكن النتيجة لن تكون أكثر من
فقاعة إعلامية لمدة ساعات، وستتبدد بعد أن تصبح طائرة بان كي مون في السماء.. بعدها
سيعود الصحراويون لروتينهم القاتل يجترون الانتظار الطويل الذي أصبح مع الوقت اكثر
تعقيدا..
زيارة بان كي مون إلى بئر لحلو لن ينتج
منها سوى أنه سيتألم للحشود الصحراوية التي كانت تريد استقباله، وسيرى بعينيه كم
يعاني الصحراويون في لجوئهم الطويل الصعب.. الزيارة على الأقل أحيت الملف الميت
إعلاميا وسياسيا، وستعطي له هو شخصيا شهرة مستقبلا عند الصحراويين بكونه أول امين
عام يزور عاصمة صحراوية تحت إدارة صحراوية بحتة.. ورغم أن مكتبه كان وسبق ان قال
انه من حقه زيارة أي مكان تتواجد فيه بعثة أممية، وان المغرب لن يستطيع منع طائرته
من النزول في بئر لحلو، لكن الحقيقة انه تحت الطاولة هو يزور عاصمة الصحراء
الغربية المؤقتة، والمغرب منزعج من تصرفه ذلك، ومن الممكن ان لا يستقبله في شهر
جويلية القادم..
ورغم ان الصحراويين في تمام الإحباط من ان
زيارة بان كي مون لن تأتي بحل على الأرض، إلا أنهم يطلبون منه شيئا واحدا في تقريره
الأخير إلى مجلس الأمن، وهو أن يقول بجرأة وصراحة ان المغرب هو بلد أحتلال، وانه
هو الذي يعرقل الاستفتاء في الصحراء الغربية. لم يبق لبان كي مون ما يخسره، وسيرحل
في نهاية السنة، وعلاقته متوترة مع المغرب، وعليه على الأقل ان يدخل التاريخ
بالقول في تقريره الأخير كأمين عام ان المغرب هو الذي يعرقل، ويدون ذلك التقرير
وثيقة رسمية في الأمم المتحدة..
أتهام المغرب في تقريره المقبل أنه هو المعرقل
هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينقذ بان كي مون من توجيه الاتهام له بأنه فشل في
قضية الصحراء الغربية، وأنه لم يفعل أي شيء خلال سنواته الثمانية في المبنى
الأزرق.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء