دلالات زيارة بان كي مون


images (1)
بقلم: بلاهي ولد عثمان 
حققت زيارة الامين العام للامم المتحدة السيد بان كي مون الاخيرة الى المنطقة دلالات كبيرة، كانت ستؤدي الى انفراج محتمل في القضية الصحراوية لو انها جاءت سنة قبل هذا التاريخ، ذلك لان الامين العام للامم المتحدة كان سيدرجها في تقريره في ابريل الماضي، الذي كان غاب قوسين او ادنى من فرض حل على الاطراف، لانها حينها ستدعم موقف المبعوث الشخصي السيد كريستوفر روس، الذي عانى الكثير من الضغوطات من قبل المملكة المغربية و اصدقائها و حلفائها.
ان زيارة الامين العام وهو يحضر للرحيل عن الامم المتحدة تعتبر فارغة من محتواها، نظرا لحلولها في الوقت غير المناسب، رغم دلالاتها و محاولة الامين العام شخصيا انصاف الشعب الصحراوي، و الوقوف الى جانب الحق العام الذي تضمنه شرائع الامم المتحدة، وهو البحث عن حل مناسب يضمن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي، من هنا رفع الامين العام شارة النصر لللاجئين الصحراويين في المخيمات، و زار المناطق المحررة التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو، في اشارة الى اعتراف الامم المتحدة بطرفي النزاع، و ان الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الصحراوي هو الحبهة و ان هذه المناطق ليست خاضعة للسلطة المغربية المحتلة،  و هذا دليل مادي ملموس على ان الاراضي الصحراوية مقسمة الى شطرين، تسعى الامم المتحدة الى ضمهما من خلال استفتاء تقرير المصير.
و صلة بالموضوع كان المبعوث الشخصي في احدى زياراته، قد مهد لذلك عندما طار من العيون المحتلة الى بلدة تفاريتي المحررة، ليؤكد للامين العام نفسه و من ورائه الامم المتحدة، ان البوليساريو تسيطر على ثلث مساحة الصحراء الغربية، و تقيم عليها مؤسسات دولة تخضع للنظام الصحراوي، في مخيمات اللجؤ و من جهة اخرى اراد ان يبعث برسالة واضحة للملكة المغربية، مفادها ان هذه المناطق من الصحراء الغربية تعتبرها الامم المتحدة خاضعة للسيطرة الصحراوية، و تمارس عليها الدولة الصحراوية سيادتها الكاملة، و بذلك تكذب اطروحة المغرب بانها عبارة عن شريط حدودي فاصل بينها و موريتانيا.
عندما زار الامين العام للامم المتحدة – اثناء هذه الزيارة – كل دول المنطقة المعنية بالنزاع من موريتانيا الى الدولة الصحراوية ثم الجزائر و استثناء المغرب و تخصيص له زيارة خاصة لابد ان يكون في الامر شئ من التكتيك السياسي، و الدلالات التي تؤكد ان المغرب يقف وحيدا في نزاعه مع الجبهة، و يغرد بعيدا عن ما تسعى اليه الامم المتحدة من خلال امينها العام و مبعوثه الشخصي.
قد يكون بان كي مون كسابقيه في منصب الامم المتحدة في تقييمه للملف الصحراوي، لكنه وضع بصمته عندما حط بطائرته المروحية على الاراضي الصحراوية المحررة، وفي العاصمة المؤقتة للدولة الصحراوية في ذلك رسائل، اراد الرجل ان يخالف بها من سبقوه رغم انه لاحيلة له في حلحلة القضية، الا من خلال مجلس الامن الذي تسيطر عليه دول الفيتو الخمسة.


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء