من نتائج زياة بان كي مون(III): هو لم يأت بحل في غيرصالح المغرب، فلماذا يتم الهجوم عليه؟

الآن بعد أن هدأت معركة رعاع المخزن ضد بان كي مون، وبعد ان انجلى الغبار والدخان، وجف عرق المتظاهرين وهدأ الغوغاء، هل يمكن أن نحدس لماذا هذا الهجوم عليه بهذه الوقاحة؟

هناك، ربما، أكثر من سبب يجعل المخزن وغوغاؤه ورعاعه يهجمون على بان كي مون.. في الواجهة حمل الذين مثلوا دور الذئاب والكلاب يافطة في وجه بان كي مون تقول أنه زار عاصمة البوليساريو المؤقتة، وأنه أنحنى لعلم البوليساريو، وأنه رفع إشارة النصر أو الشهادة تأئيدا للصحراويين، وأنه وصف المغرب بالاحتلال.. هذا كله فقط للتسويق ولإقناع الذئاب بالهجوم على الغزال الأممي للفتك به.. الحقيقة غير ذلك تماما.. البعض منا، بسبب شراسة الهجمة على الرجل، يظن\ قد يخمن أنه سيعرض حلا على الأمم المتحدة في أبريل القادم يكون ضد المغرب. هذا لا يوجد، وكل المؤشرات والدلائل والتحاليل تقول أنه لا يحمل جديدا يمكن أن يُغير ما هو واقع على الأرض من احتلال.. الشيئ الوحي الذي كان قد ناقشه مع أسبانيا هو ان تضطلع بدور أكبر في قضية الصحراء، لكن تمت مواجهته ببرودة شديدة، وتم وعده أن أسبانيا ستناقش الموضوع، وأنها قد تشترك مع الأمم المتحدة في تشكيل لجنة لمناقشة الموضوع تقنيا وقانونيا.. هذا كل ما في الأمر، وما عدا ذلك فهو، كله، تمنيات تصل إلى حد الأوهام.. حسب التحاليل يوجد سببان رئيسان لهجوم المغرب وغوغائه على بان كي مون: الأول هو أن بان كي مون، مدعوما من روس واوباما، يمكن أن يقول في تقريره القادم، والأخير له حول الصحراء الغربية، ان المغرب هو الذي يعرقل الحل، وهذا يمكن أن نفرح نحن الصحراويين به ولو مؤقتا؛ السبب الثاني هو أن بان كي مون، مستغلا عامل الوقت، قام بتجميد فعلي لمخطط الحكم الذاتي الذين يعتبره المراقبون أخر طلقة في جعبة المغرب، وبعدها ستبدأ المواجهة الميدانية مع الأمم المتحدة.. ففي كل زياراته وكل تصريحاته لم يذكر لا روس ولا بان كي مون الحكم الذاتي كحل، وهذا في حد ذاته ضربة مؤلمة للمغرب، وحشره في الزاوية الضيقة ليبقى يتلقى الضربات على الأنف.. فالحكم الذاتي الذي فشل نهائيا، والذي كان المغرب يعول على أن تقوم إدارة بوش الأمريكية بفرضه على البوليساريو والجزائر، لم ينجح وتحول إلى ورقة مبتلة.. فشل الحكم الذاتي يعني في الخلفية السياسية المغربية حشر المغرب في الزاوية لضيقة وبداية العصيان ضد الجميع بما فيهم مجلس الأمن الدولي الذي، عاجلا أم آجلا، سيجد نفسه مضطرا للرجوع إلى الحل الديمقراطي وهو الاستفتاء.. وإذا كان من بين أسباب هجوم همج المغرب على بان كي مون هو انه جمد الحكم الذاتي، فإن هذا لا يعني استبعاد أن المغرب قطع الشعرة مع الأمانة العامة، وسيرفض بشدة التعامل، من الآن فصاعدا، مع الثنائي روس وبان كي مون ما لم يحدث تغيير مفاجئ لصالح المغرب في مسارهما وخطهما السياسي الذي يحاول الحفاظ على روح قانون الأمم المتحدة..        

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء