شهر جويلية من سنة 1974م كان ساخنا جويا وسياسيا؛
فمن جهة كانت هناك الرغبة الأسبانية في منح الصحراويين تقرير مصير تدريجي يفضي إلى
الاستقلال، ومن الجهة المعاكسة هناك رغبة مغربية جامعة مسعورة لاحتلال الصحراء
الغربية باية وسيلة بما فيها اللجوء إلى القوة.. وحتى يحاول المغرب جمع الدعم من
أكثر عدد من الدول كان يستدعي الزعماء العرب والمسليمن إلى المغرب، ويطلب منهم إعلان
تأئيد واضح يتم بثه في الإعلام في غزوه للصحراء الغربية تحت مبرر " أنها أرض
مغربية يجب أستعادتها" من أسبانيا.
فخلال زيارة ياسر عرفات رئيس منطمة التحرير
الفلسطينية إلى المغرب بتاريخ 19 جويلية 1974م، طلب منه الحسن الثاني أن يصرح
للإعلام وفي البيان المشترك أن منظمته تدعم المغرب في مطالبه بالصحراء الغربية.
ورغم أن عرفات قطع زيارته إلى المغرب ولم يتممها، إلا أنه صرح، حسب البيان الختامي
المشترك للزيارة، وبعد لقاء له بالملك المغربي دام 40 دقيقة أن" ان الصحراء
الغربية المحتلة من طرف أسبانيا هي جزء من الوطن العربي، وان الفلسطينيين مستعدين
لمساندة إخوتهم المغاربة – في استعادة الصحراء الغربية-، وان الفلسطينيين يمتلكون
خبرة كبيرة في حرب العصابات،وانهم سيضعون خبرتهم تلك تحت تصرف المغاربة إذا خاضوا أية حرب..
ولم يُكذب التاريخ عرفات، فحين انطلقت المسيرة
الخضراء كتب عرفات رسالة إلى الحسن لاثاني يهنئيه فيها على احتلال الصحراء
الغربية،ويصفها بالحدث "المظفر" في تاريخ الأمة العربية، كما أنه تم حمل
الأعلام الفلسطينية في تلك المسيرة المشؤمة.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء