تقول رسالة سرية بعثها كيسنجر إلى سفارته بمدريد بتاريخ
20 غشت 1974م وتحمل رقم 1974state182106_b
: "لقد دعمنا في لقائنا
مع الوزير المغربي العراقي المحادثات- مع أسبانيا- حول الصحراء الأسبانية، ويبدو لي
أن المغاربة يريدون أن يتفاوضوا مع أسبانيا حول حل ودي، وبما أننا نحن- الولايات
المتحدة- لا نريد أن نتدخل في حيثيات وتفاصيل ذلك الحل الودي، أعتقد أنه من المفيد
أن نعبر للحكومة الأسبانية عن أملنا في أن المسألة – قضية الصحراء- يمكن أن يتم
حلها وديا عن طريق مفاوضات بين أسبانيا والمغرب، وأننا ممتنون أن المفاوضات تكون قد
بدأت بالفعل.. إن مسعانا أتجاه الحكومة الأسبانية يجب أن يكون موجها نحو تشجيع
وفرض الخطوات التالية: يجب أن تتصل – يقول كيسنجر لسفيره بمدريد – بالحكومة الأسبانية على
مستوى رسمي وتوضح لها النقاط التالية: ا) إن الحكومة الأمريكية لها علاقات جيدة مع
كل الأطراف التي أبدت أهتماما بمستقبل الصحراء الأسبانية؛ ب) نحن لا نريد أن ننحاز
في هذا الصراع، لكن نأمل أن يتم حل القضية وديا بين الأطراف المهتمة، ويمكن أن
نفهم أن الحكومة الأسبانية قد أبدت رغبة في التفاوض حول القضية مع الحكومة
المغربية، ونحن نرحب بذلك. في حالة أن يثير الأسبان قضية مشاركة الجزائريين
الموريتانيين في مسلسل التفاوض، قل لهم- يقول كيسنجر لسفيره في مدريد في الرسالة- أن
الولايات المتحدة تعتقد أن أسبانيا والمغرب هما المعنيين بالدرجة الأولى بمستقبل
الصحراء الأسبانية، لكن أية حلول تم التوصل إليها من طرف هذين البلدين- المغرب
وأسبانيا- يجب ان تأخذ في عين الاعتبار المخاوف الشرعية للبلدان المجاورة حتى يكون
مثل ذلك الحل دائم ولا يؤدي إلى عدم استقرار في المنطقة. التوقيع كيسنجر
تعتبر هذه الرسالة هي أول موقف امريكي معلن من
قضية الصحراء الغربية سنة 1974م، وكما هو واضح منها فقد تحدد موقفها النهائي من
القضية، وهي أنها مع أن تبدأ مفاوضات بين المغرب وأسبانيا لحل القضية خارج الأمم
المتحدة، ودون الأخذ بعين الاعتبار تقرير المصير وقرارات الأمم المتحدة..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء