بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ورثت روسيا نفس الموقف
وحافظت عليه، وورثت نفس المصالح بل زادت الموقف السابق غموضا.. أصبحت روسيا ترى أن
بقاء الوضع على ما هو عليه في الصحراء الغربية- الجمود- هو المفضل بالنبسة لها،
ويجب أن يستمر حتى يمكن التوصل إلى حل عن طريق " المفاوضات".
في علاقاتها مع المغرب يبدو أن روسيا تنفر من التعامل
مع المملكة كنظام، وتسخر منها في الكثير من المواقف. فبعد أربع سنوات وملك المغرب
يحاول زيارة موسكو وهذه الأخيرة ترفض، وحين تم السماح له بذلك في الشهر الماضي
قابل الرئيس بوتين لمدة عشرين دقيقة، وانفقها بوتين في الحديث الطماطم ورفض الخوض
في قضية الصحراء الغربية التي جاء الملك من أجلها.. ذهاب ملك المغرب إلى روسيا هو
فقط من أجل محاولة إظهار للولايات المتحدة أنه سيتجه شرقا وإلى روسيا بالضط مادامت
الولايات المتحدة غيرت موقفها من قضية الصحراء وأصبحت تتحدث عن حقوق الإنسان،
وتراجعت عن دعم الحكم الذاتي..
أمس- 12 ابريل-، حسب القصر الملكي اتصل الملك
ببوتين لمدة ساعتين، ويبدو أن الحديث تناول قضية الصحراء الغربية التي تعرف صراعا
قويا في مجلس الأمن هذه الأيام.. فعلى ما يبدو المغرب يريد إقناع روسيا أن تقف إلى
جانبه بقوة هذه المرة ما دام موقفها يتفق مع الموقف المغربي الذي لا يجد من يدافع
عنه في مجلس الأمن الآن ما عدا فرنسا. فالمغرب يريد ان تضغط روسيا إلى جانب فرنسا
كي لا تراقب المينورصو وضع حقوق الإنسان، وان تتم الإشارة إلى الحكم الذاتي حتى
يعود الوضع إلى ما كان عليه في السابق، وهو ما تريده روسيا، لكن لا تضغط من أجل فرضه..
أتصال الملك المغربي ببوتين يؤكد أن المغرب يجد
الآن صعوبة في مجلس الأمن ويحاول أن يستنجد بروسيا حتى تساعده. فلو كان المغرب
مرتاحا لدعم فرنسا وحدها ما كان لجأ إلى روسيا، لكن من المؤكد أنه يعاني، وفي حالة
أن ينجح هذه السنة في الخروج من هذا المأزق الذي أوقع نفسه فيه بسبب الحسابات
الخاطئة فإنه قد لا ينجح السنة القادمة.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء