نبض التاريخ: ولد داده يزور الحسن الثاني في غشت 1974م لتقسيم الصحراء الغربية سريا

Resultado de imagen de hassan ii daddahعاد ولد داده من زيارة قصيرة إلى الجزائر وتونس وتوجه إلى المغرب يومي 9 و10 غشت 1974م.. زيارة ولد داده إلى تونس يوم 6 غشت غلفتها السرية التامة.. لم يصدر عنها أي شيء. في الحقيقة تلك الزيارة ستحدث انقلابا فظيعا في العلاقات الصحراوية الموريتانية وبدرجة 180 درجة.. كانت زيارة مرتبة بعناية من طرف فرنسا على أن تكون تونس، وبورقيبة بالأخص، هي الوسيط.. فرنسا تريد أن يتم اقتسام الصحراء الغربية بين المغرب وموريتانيا بواسطة اتفاق مع أسبانيا. لم تتحدث لا الصحافة التونسية ولا الموريتانية عن الموضوع الذي بقى طي الكتمان. كل ما رشح هو أن بورقيبة التقى مع ولد داده لمدة 35 دقيقة رأسا لرأس وحدهما، ثم توجها يضحكان إلى قاعة السينما ليتفرجان على فيلم فرنسي.. من تونس العاصمة توجه ولد داده إلى المغرب مباشرة.. في المغرب كان الحسن الثاني بانتظار ولد داداه الذي أصبح صديقا بعد أن كان عدوا، وأصبح رئيسا بعد أن كان رعية مغربي حسب تعبير الحسن الثاني، وأصبح يُعانق بعد أن كان الحسن الثاني يرفض مصافحته باليد..
كان الحسن الثاني على علم تام بالمسعى الفرنسي لتقريب وجهات النظر بينه وولد داداه عن طريق الوسيط بورقيبة. الزيارة للجزائر من طرف ولد داده كانت فقط للتغطية على العميلة. كان يرافق ولد داده وزير خارجيته حمدي ولد مكناس. كان الحسن الثاني في انتظاره بحماس. ذلك اللقاء سيعطي انقلابا كبيرا في المنطقة لصالح المغرب. بعد اللقاء الثنائي أقيمت وجبة غداء على شرف ولد داداه حضرتها الحكومة المغربية.. حسب البيان الختامي تم اللقاء في جو ودي، وحدث تفاهم تام حول قضية الصحراء الغربية، وقررت الحكومتان أن تنسقان مجهواتهما لتصفية الاستعمار من المنطقة، وأن يبقيان على أتصال دائم، كما شكر ولد داده الحفاوة المغربية للاستقبال."
في ذلك اللقاء وقعت موريتانيا، تحت الضغط الفرنسي، والنصيحة التونسية في الفخ المغربي. تم تقسم الصحراء الغربية سريا بين البلدين، ولم يبق سوى أسبانيا لتقبل الاتفاق الذي لم يبق له سوى التنسيق.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء