عاد مبعوثو الملك من
الدول التي تم بعثهم إليها، وكانت النتيجة ضعيفةإن لم تكن سلبية. وبدل ان تؤيد
الدول المغرب في ضمه للصحراء الغربية، بدأ
العالم يتحدث عن هذا الإقليم وتاريخه، خاصة في الأمم المتحدة. كان أخر مبعوث –
وزير الخارجية احمد العراقي- قد عاد من واشنطن دون أن يحصل على دعم واضح من
الولايات المتحدة الأمريكية، وكلما حصل عليه هو أن الولايات المتحدة لا تريد أن
يتم اللجوء إلى طرق غير سلمية في معالجة ملف الصحراء الغربية مع أسبانيا، وتفضل
التفاوض..
الفشل جعل المغرب
يتوجه مباشرة إلى أسبانيا ليصفي معها الحساب.. عليها أن تتخلى عن خطة الحكم الذاتي
علانية، وتفتح مفاوضات مع أسبانيا لتسليم الإقليم مقابل ضمانات ومصالح دائمة في
الصحراء الغربية. يوم 12 غشت تم تكليف وزير الخارجية احمد العراقي والوزير الأول
احمد عصمان بالتوجه مباشرة إلى مدريد لإيجاد حل. تم استقبال الويزين المغربيين من
طرف الويز الأول الأسباني ارياس نفارو ووزير الخارجية كورتينا ماوري..
زيارة الوفد المغربي
بهذا الثقل إلى مدريد جاءت بعد زيارة ولد داداه للمغرب واستقباله الحار من طرف
الحسن الثاني وهي الزيارة التي تحدد فيها تقسيم الصحراء الغربية سريا بين البلدين
من وراء ظهر الصحراويين والجزائر. حمل
الوزيران المغربيان إلى مدريد الكثير من النقاط منها: موريتانيا تتخلى عن المطالبة
بالصحراء الغربية وتقبل بتقسيمها مع المغرب؛ البوليساريو هي حركة
"شيوعية" وتريد إقامة دولة لها في الصحراء الغربية بحماية الجزائر وترفض
التفاوض مع أسبانيا؛ فرنسا تريد أن تقبل أسبانيا باتفاق مع المغرب؛ المغرب يضمن
لأسبانيا كل مصالحها في الصحراء الغربية؛ الولايات المتحدة الأمريكية تريد حلا
سلميا يمر عبر اتفاق بين المغرب وأسبانيا..
ضغط فرنسا والولايات
المتحدة وتراجع موريتانيا جعل أسبانيا، مباشرة بعد تلك الزيارة، تؤرشف مخطط الحم
الذاتي الذي كانت تريده خطوة إلى الاستقلال.. أصبحت أسبانيا تحس أن مصالحها في
الصحراء الغربية ستصبح في خبر كان، لهذا قررت أن تذهب بالقضية إلى الأمم المتحدة
وتطلب بتنظيم استفتاء.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء