الآن يبدو ان الملك لا يعرف إلى أين ستتوجه طائرته. السعودية الإماراتالبحرين روسيا هولاندا المجر التشيك مصر فرنسا الصين البحر. فهذه الشطحات غير
المدروسة سياسيا ولا اقتصاديا والتي خرجت عن العرف الدبلوماسي، وتحولت إلى فوضى غير
مفهومة تؤكد شيئا واحدا وهو أن بوصلة الملك المغربي أصيبت بخلل وأصبحت تشير إلى الاتجاهات
بطريقة فوضوية فمثلا تريد ان تشير إلى الشرق هي التي تريد الإشارة إلى الغرب
والعكس. أصيب بوصلته بفقدان الاتجاه وبالزهايمر السياسي وبعطب في ذاكرتها..
فالمغرب الذي ظل دائما إسرائيليا وأمريكيا وفرنسيا وغربيا، وكان ملكه يصلي
ويصوم وهو متوجه إلى البيت الأبيض او الايليزيه، أصبح يؤمم وجهه شرقا إلى موسكو
وبيكين والشرق، ومن يدري فقد نجده يتوجه في خضم فقدان بوصلته للاتجاه الصحيح إلى
إيران أو إلى افغانستان..
الغرب أيضا أكتشف أن الملك غيَّر وجهة طائرته الخاصة من باريس إلى موسكو
والصين.. كل هذا التيهان الفوضوي وهذا الخلل في البوصلة سببه قضية الصحراء
الغربية. فبسبب تخوف ما يمكن أن يحدث في مجلس الأمن في الجلسة القادمة يبدو أن
الملك قلق من صمت أصدقائه القدامى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وهما الدولتان
التي يضع المغرب يده على قلبه خائفا من خروجهما معا بقرار قوي ضد المغرب في مجلس
الأمن مثل مراقبة حقوق الإنسان وفرض عودة المينورصو. ورغم ان روسيا كانت باردة
وحتى مستهزئية من تعاملها مع المغرب، إلا أن الملك المغربي لازال يصر على جعلها
حليفة له ولو ظرفيا حتى تنتهي حقبة اوباما والحزب الديمقراطي الولايات المتحدة.
لكن إذا كان اوباما سيرحل فإنه من المرجح ان تنجح هيلاري كلينتون في الانتخابات
العامة القادمة، ورغم أنها صديقة للملك إلا أنه سيكون مفروضا عليها أن تطبق
استراتيجية الحزب الديمقراطي التي تعادي السياسة المغربية في الصحراء الغربية..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء