مجلس الأمن قد يعود إلى نقطة الصفر في قضية الصحراء

Resultado de imagen de ‫مجلس الامن‬‎كان مجلس الأمن، أبتداء من نهاية سنة 2000م، بتحريض من الإدارة الأمريكية الجمهورية- بوش- وبتصفيق ودعم تام من إدارة شيراك ومن بعده ساركوزي، قد تحايل على الاستفتاء الذي كان سيجري في الصحراء الغربية، وتم تمييعه وتركه في الخلف بسبب " صعوبة" تطبيقه، وتم الهجوم إلى الأمام لبحث عن "حل سياسي" يُرضي الطرفين ويتفقان بشأنه. جاء مشروع المغرب الميت للحكم الذاتي، وظن الجميع بما فيهم الإدارة الجمهوية الأمريكية والإدارة الفرنسية أن ذلك الحل سيتم إما قبوله من طرف البوليساريو كحل وكأمر واقع ما دام يحظى بتأييد القوى العظمى، أو إما أن يتم فرضه على الصحراويين والجزائريين. لكن يبدو ان ذلك " الحل" لم يستطيع أحد فرضه، ومن جهة أخرى، ولم يتم قبوله من طرف الصحراويين، وبالتالي تم الذهاب إلى سلسلة من المفاوضات العبثية التي كانت نتيجتها الوحيدة هي إقبار مشروع الحكم الذاتي تحت تراكمات وقتية طويلة، بما أنه لم ينل رضى أي صحراوي؛ بالعكس، تمت مجابهته بمقاومة سلمية طويلة المدى في المدن المحتلة، وبمقاومة سياسية من طرف البوليساريو في الخارج..
الآن لا أحد يتكلم عن الحكم الذاتي، ولا أحد يتكلم عن الحل السياسي، ويبدو أن مجلس الأمن سيجد نفسه مجبرا أن يعامل الطرفين بنفس المعيار: إذا كان تراجع عن الاستفتاء بسبب عدم قبول المغرب له، فعليه الآن أن يتراجع عن مخطط الحكم الذاتي ويتجاهله مثلما بسبب عدم قول الصحراويين له، وبسبب عدم إمكانية تطبيقه وبسبب تنافيه والقانون الدولي.
في اجتماع مجلس الأمن المقبل سوف يحدث إحراج كبير للقوى التي تدير المجلس، وستجد نفسها تصبح مضطرة أن تتعامل مع القضية بواقعية عادية. لقد مضى وقت كافي كي يتم قبول أو رفض أو تحسين الحكم الذاتي، ومضى وقت طويل دون التوصل إلى حل سياسي مقبول، وبالقوت وصل الأمر إلى ضرورة التخلي عن الحكم الذاتي والح السياسي..
في غياب أي مشروع مطروح على الطاولة، وفي غياب اية مبادرة لدى هذا الطرف أو ذاك سيتم الاحتكام إلى مجلس الأمن وإلى الحل الديمقراطي الذي يعطي لكل صحراوي صوتا وهو الاستفتاء.
إحراج كبير سيحصل في مجلس الأمن خاصة للإدارة الأمريكية والفرنسية، ومن الممكن أن تحدث مجابهات ساخنة أو يحصل أختلاف كبير بين الأعضاء.          


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء