تكتسح هيلاري كلينتون أصوات الجزب الديمقراطي
في الولاياتالمتحدة الأمريكية، ويدعمها في ترشحها بقوة زوجها بيل كلينتون كما
يدعمها الرئيس الحالي باراك اوباما. ولا تكتفي هيلاري كلينتون بالترويج لنفسها
أنها ستكون رئيس قوية للولايات المتحدة، لكنها تروج لشئيين هما: أنها سيكون لها
شرف أن تكون أول امرأة رئيسة للولايات المتحدة، وتحمل معها دائما فوق رأسها شعار:
آن الأوان كي تصبح للويلات المتحدة رئيسة وليس رئيسا". الشيء الثاني الذي
تروج له هيلاري كلينتون هو أنها تريد أن تكسر حاجز أنه لم يفز في التاريخ الأمريكي
الديمقراطيون بثلاث فترات رئاسية متتالية.. فهذان العاملان يجعلان الحزب
الديمقراطي ينشط بقوة للتصويت لهيلاري كلينتون، خاصة النساء والشباب الذين يحسون
أنها ستكون إلى جانبهم..
لكن إذا كان الكثير من العالم، خاصة
الضعيف، يرحب بهيلاري كلينتون رئيسة للولايات المتحدة، لهل نحن الصحراويين، سنرحب
بها، أيضا، رئيسة أم سنتخوف منها مثلما تخوفنا من بوش سنة 12001م؟
تجمع هيلاري كلينتون صداقة قديمة مع المملكة
المغربية، وخاصة الحسن الثاني ومع أبنه الملك الحالي، وحين كانت كاتبة للخارجية في
عهدة أوباما الأولى حاول المغرب أن يستثمر في تلك الصداقة أكثر، وفتح الأبواب أمام
هيلاري كلينتون وسهل لها إنشاء شركات ومصاريف، وهذا كله من أجل أن تؤييد كلينتون
الحكم الذاتي المغربي. وحين كانت إدارة أوباما تحاول أن تتحاشى ذكر الحكم الذاتي
أو تقلل من قيمته تدريجيا كانت هيلاري تصرح في زيارة لها للرباط في ديسمبر 2012م ان
الحكم الذاتي هو جدي وواقعي وووو. الأمر على ما يبدو لم يعجب اوباما، وتم تهميش
كلينتون، وحتى تم إنهاء مهامها في العهدة الثانية. الآن اوباما يدعم هيلاري كلينتون
بقوة بسبب أنه لا يوجد له مرشح قوي ينافس الجمهوريين ما عداها هي. التخوف الذي يخشاه
الصحراويون هو صداقة هيلاري مع المملكة المغربية، لكن هذا الصداقة، حين تصبح
هيلاري رئيسة، يمكن ان تكبح جماحها استراتيجية الحزب الديمقراطي الأمريكي في قضية
الصحراء الغربية، والمبنية على دعم الشعب الصحراوي في حقه في تقرير المصير مقابل
الحصول على فوائد مستقبلية في الجزائر وفي الصحراء الغربية نفسها وموريتانيا..
فالحزب الديمقراطي الأمريكي هو الذي فرض على المغرب المفاوضات سنة 1997م، وهو الذي
فرض على المغرب أن يتعامل مع الأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية مؤخرا، وهو
الذي كان دائما يحبط عنجهية الجمهوريين، أصدقاء المغرب التقليديين..
في الغرب لا يؤثر الأسخاص كثيرا على
السياسة العامة للاحزاب بسبب ان السياسيات يتم بناؤها طبقا لدراسة واستراتيجات
طويلة المدى، وفي حالة أن تحكم كلينتون سيتم تطبيق واستراتيجية الحزب الديمقراطي
في قضية الصحراء، لهذا فسبب تخوف الصحراويين من فوز هيلاري كلينتون بسبب صداقتها
مع المغرب لن يكون له ما يبرره ما دامت سياسة الحزب واضحة وهي تفضيل تقرير مصير
الشعب الصحراوي مقابل مصالح مع الجزائر، على مواصلة احتلال المغرب غير الشرعي
للصحراء الغربية.
في سنة 2008م، حين كانت هيلاري تنافس باراك
اوباما على الترشح نيابة عن الحزب الديمقراطي دعم المغرب بقوة هيلاري على حساب
اوباما، ودعمها ماليا وسياسيا، لكن فشل في النهاية.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء