منذ سنة 1975م وقفت
السعودية بكل ثقلها ومالها وبترولها مع المغرب في أحتلاله للصحراء الغربية، وكانت
هي التي تمول الجيش المغربي وتنقذ الممكلة كلما حل بها عجز مالي. وقوف المملكة
السعودية مع المحتل المغربي ضد الدين وضد
القانون الدولي وضد الحياد جعل علاقاتها تبرد إلى درجة التثلج والتجمد مع الجزائر.
على مدى أربعين سنة ترسخت لدى الجميع فكرة أن السعودية ستبقى تدعم المغرب، وستبقى
علاقاتها متوترة مع الجزائر إلى ما لا نهاية.
منذ وصول الملك الحالي
إلى سدة الحكم وانخفاض ثمن البترول في السوق العالمية، بدأت السعودية تعيد النظر
في علاقاتها مع المغرب. تم قفل الحنفية المالية عن المغرب، وتم ابتزازه أكثر من
مرة بالمشاركة في كل حروب المملكة السعودية القذرة مقابل الدعم المالي، ومن جانب
آخر بدأت السعودية تميل نحو الجزائر رغم مواقف هذه الأخيرة المتحفظة من سياسات
السعودية..
ورغم أن السعودية في
الماضي كانت\ لازالت تعرف أن الجزائر غاضبة منها بسبب موقفها الداعم للاحتلال
المغربي للصحراء الغربية، إلاأنها منذ تولي الملك الجديد مقاليد الحكم بدأت تقترب
منها وتحاول كسب ودها. كسب ود الجزائر يعني المخيلة المغربية أنه سيتم من خلال
مقايضة تعادلية طرفاها التخلي عن دعم المغرب في قضية الصحراء الغربية مقابل
التفاهم الجزائري السعودي. في الفترة الأخيرة مالت السعودية ميلانا حرا نحو
الجزائر، وأصبحت مقتنعة أن أية سياسة في العالم العربي والإفريقي لا تحظى بموافقة
الجزائر ستفشل..
ورغم أن الكثيرين يرون ان التسبب في انخفاض اسعار
البترول هو خطة سعودية فرنسية أمريكية لتحويل الجزائر إلى سوريا ثانية- هؤلاء يعتقدون
ان أموال النفظ هي التي تحمي الجزائر من الانفجار- إلا ان السعودية بدأت تقترب من
الجزائر. فموقف الجزائر الرافض لحرب السعودية في اليمن، وموقف الجزائر المتحفظ على
أعتبار السعودية لحزب الله منظمة إرهابية، وموقف الجزائر الرافض للمشاركة في تحالف
سعودي عربي ضد داعش، جعل كل هذه الخطط تفشل بسبب موقف الجزائر الرافض أو المتحفظ.
كل هذا جعل السعودية، مرغمة، تفهم دور الجزائر وتميل نحوها.. حسب جريدة الخبر مؤخرا
فإن هناك زيارة مرتقبة للعاهل السعودي للجزائر، وفي نفس اليوم الذي تم فيه الإعلان
عن تلك الزيارة رفضت السعودية ضخ الدعم المالي لمبعوثي الملك مؤخرا وهما ناصر
بوريطة وقؤاد عالي الهمة، وفي ذلك إشارة بلوماسية بالغة الوضوح.. تفسير المغرب
لزيارة العاهل السعودي إلى الجزائر دون المغرب، ورفض ضخ السيولة السعودية في البنوك
المغربية يعني ميلانا سعوديا إلى الجزائر على حساب المغرب..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء