كانت أسبانيا في بداية سبتمبر 1974م تتجه
نحو تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية بجدية وبسرعة قصوى، ورتبت كل الترتيبات بما
فيها إحصاء السكان وبدأت تنشر مكاتب لاستقبال السكان الراغبين في المشاركة في
الاستفتاء، وتم حصر الذين سيتم تصويتهم حتى لا يتسرب مغاربة إلى الإقليم بحجة أنهم
صحراويون يريدون المشاركة في الاستفتاء. في الأمم المتحدة بدأت لجنة تصفية
الاستعمار تُحضر بجد للإشراف على الاستفتاء لمساعدة السكان لتقرير مصيرهم . تم قطع
الطريق أمام المغرب، وعرف أنه إذا حدث الاستفتاء سيخسر المعركة فأخترع الحسن
الثاني رفع القضية إلى محكمة العدل الدولية لتحكم بين أسبانيا والمغرب. يوم 17
سبتمبر 1974م عقد الملك المغربي ندوة صحفية متلفزة مفاحئة. شيء غير
معتاد ان تبث التلفزة المغربية ندوة صحفية للملك الذي كان يتكلم في حالة اضطراب.
قال الملك في ندوته تلك:"- الحكومة الأسبانية تزعم ان الصحراء الغربية غداة
استعمارها كانت ارضا غير مسكونة، لكن المغرب يزعم العكس.إذا نحن نطالب الحكم من
طرف محكمة العدل الدولية التي ستقول الحقيقة. إذا اعلنت المحكمة انها كانت أرضا
بدون سكان فإنني اقبل الاستفتاء. وحتى يمر الملف الى محكمة العدل الدولية يجب ان
تقبل اسبانيا لكن إذا لم تقبل، فإن لمنظمة الامم المتحدة الحق ان تطلب استشارة من
المحكمة."
كان يتكلم وكأنه واثق ان الامم المتحدة ستقبل اقتراحه وترغم اسبانيا
فعلا على الذهاب بالملف الى محكمة العدل الدولية. ماذا كان يملك المغرب من اوراق
سرية في الامم المتحدة حتى يتحداها مرة ويضغط عليها مرة اخرى.؟ اسئلة طرحت انذاك
لكنها بقيت بلا إجابة الى اليوم.
ورغم احتجاج أسبانيا ونكرانها لأي خلاف بينها والمغرب حول الصحراء
الغربية، إلا أن الأمم المتحدة، شهرا بعد ذلك، قبلت الطلب المغربي وذهبت بالقضية
إلى محكمة العدل الدولية. كان من نتيجة ذلك القرارا أنه حرم الشعب الصحراوي من حقه
في تقرير المصير وحرمه من الاستفتاء وفتح الباب على مصراعيه لتشريده وانتزاع أرضه
منه..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء