هل أصبحت الولايات المتحدة تقايض قضية الصحراء مع فرنسا من وراء ظهرنا؟

Resultado de imagen de obama clintonمثلما يعرف الجميع اتسم موقف الولايات المتحدة من قضية الصحراءالغربية منذ بداية الصراع سنة 1975م بما يلي:
-         أعترفت الولايات المتحدة باتفاق مدريد وأعترفت للمغرب وموريتانيا بإدارة الإقليم، لكن- تمعنوا- لم تعرف لهما بالسيادة.
-         في العلن كانت تعلن أنها محايدة، لكن في السر كانت تساعد المغرب سياسيا وعسكريا.
-         الحزب الجمهوري كان دائما مؤيدا قويا للمغرب، أما الحزب الديمقراطي، خاصة منذ سنة 1992م- سنة مجئ كلينتون- فقد أصبح يبتعد ظاهريا عن المغرب شيئا فشيئا.
لكن، مثلما هو معروف في ثقافة الغرب، كل شيء يمر عبر المصالح، ولا يوجد في قاموسه هذا الذي نسميه نحن المبادئ والقانون الدولي.
فحتى حين أعتقدنا نحن الصحراويين- ربما خطأ- أن الولايات المتحدة، خاصة الحزب الديمقراطي، أصبحت تبتعد عن المغرب وتقترب منا، لم يكن الأمر كذلك إذا حاولنا استقراء السياسة الأمريكية في قضيتنا.. لنحلل ما حدث وبعده نحكم هل الولايات المتحدة تتقرب منا لتساعد في حل قضيتنا طبقا للقانون الدولي أم هي فقط تناور بحثا عن مصالح، وتستعملها كقضية ابتزاز مع فرنسا..
في ابريل سنة 2013م، خرجت إدارة أوباما، بطريقة فاجأتنا جميعا، بمسودة قرار يتضمن مطالبنا نحن الصحراويين بمراقبة المينورصو لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وتم تقديمه إلى مجلس الأمن. ظننا في اليوم الأول أن الأمر قُضي، وان الولايات المتحدة إذا أرادت أن تفعل أي شيء فعلته، وإذا أرادت أن تمرر قرارا مرته، وحتى حلمنا في الليلة الأولى أننا نرى المينورصو تراقب وضع حقوق الإنسان في شوارع مدننا المحتلة. ومثلما تفأجأنا بتقديم القرار في اليوم الأول صُدمنا وتفجأنا بسحبه في اليوم الثاني، وزادت صدمتنا ومفاجأتنا أكثر أنه تم تقديم مقترح فرنسي حرفيا محله.
حسب تحليلنا آنذاك ظننا ان الولايات المتحدة تختل الجزائر عن طريق قضية الصحراء الغربية، وانها تلمح لها أنها – الولايات المتحدة-  تستطيع أن تحل قضية الصحراء الغربية، لكن تريد مقابل نفعي أقتصادي وشراكة قوية من الجزائر. تجاهلُ الجزائر للتلميح الأمريكي جعل الجميع ينسى القرار الأمريكي المؤييد لمراقبة وضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وتم طئ الملف.            
هذه السنة- 2016م- سنتان بعد ذلك ها هي الولايات المتحدة تعيد تكرار تجربة سنة 2013م، وتقدم مقترحا " جيدا" لمجلس الأمن، ثم تتراجع عنه في اللحظة الأخيرة ويتم استبداله، وهذا غريب، بمقترح فرنسي يساند المغرب. ماذا يحدث؟ هل أن الولايات المتحدة تعيد التليمح للجزائر مرة أخرى، أم أنها هي الأخرى أصبحت تبتز فرنسا بقضية الصحراء الغربية لتقايضها بقضايا أخرى نحن لا نعرف عنها أي شيء. ليس من محض الصدفة ولا من محض الصداقة أن تتصرف الولايات المتحدة هذا التصرف في مرتين وفي نفس القضية ومع نفس الدولة. لو كان الأمر حدث مرة واحدة وقلنا أنها كانت تختل الجزائر فماذا نقول الآن. هل أننا أمام مرحلة جديدة تتميز بدخول أمريكا في الساحة لتلعب لعبتها وتستعمل الصحراء الغربية كورقة مقايضة مع فرنسا في قضايا أخرى نحن نجهلها تماما. أغلب الظن أن الولايات المتحدة أصبحت لاعبا جديدا في الساحة، وأنها تقايض - ونحن لا ندري- قضيتنا مع فرنسا بقضايا آخرى مجهولة بالنسبة لنا..  

  

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng