نبض التاريخ: الملك المغربي يلجأ للولايات المتحدة كي تضغط على أسبانيا سنة 1974م
حين رفضت أسبانيا أن تتراجع عن إجراء
الاستفتاء، ورفضت أن تتحاورمع المغرب بخصوص المفاوضات معه حول الصحراء الغربية،
ورفضت حتى قبول تحكيم محكمة العدل الدولية، توجه المغرب إلى الولايات المتحدة. حسب
تقرير للسفارة الأمريكية بتاريخ 10 اكتوبر 1974م، تحت الرقم 1974rabat04975_bفإن الملك المغربي الحسن الثاني استدعى السفير الأمريكي بمدريد يوم 9
اكتوبر ليطلب من الولايات المتحدة الضغط على أسبانيا كي تتفاوض مع المغرب خارج
إطار الأمم المتحدة.. حسب التقرير فإن الملك قال للسفير الأمريكي انه مستاء من
تمسك أسبانيا بموقفها المتعنت، وانه يعتقد أن هناك عناصر من البروقراطيين الأسبان
في الحكومة الأسبانية يريدون حكومتهم أن تكون أكثر مرونة، لكن في كل الحالات فإن
الأخبار الواردة من الأمم المتحدة اين تجري مفاوضات سرية تقول أن كل شيء لازال في
نقطة الصفر. إن أسبانيا- يقول الملك للسفير- تفكر في مشاريع فنتازية مثل مشروع
فرنسا في جيبوتي. مثل تلك الأفكار التي كانت في القرن الثامن عشر لا تصلح الآن.
لقد اخطأت أسبانيا مثلما أخطأت بريطانيا في عدن حينما أرادت ان تتمسك بها مدة أطول
فخسرتها. أنا- يقول الملك- راض عن موقف بعض الدول الإفريقية التي أيدت المغرب في
الأمم المتحدة. يجب ان يضغط الأفارقة أكثر على أسبانيا كي تتحرر الصحراء في
الأخير. على الولايات المتحدة أن تضغط على أسبانيا كي تتفاوض مع المغرب، وسيكون
ذلك الاتفاق من طرفنا – المغرب- سخيا- يقصد أن المغرب سيتنازل لأسبانيا عن الكثير
من المصالح-. إن دور أمريكا سيكون فعالا وحيويا في هذا الاتجاه وهذه المرحلة.
منذ
تلك المقابلة بين الملك والسفير الأمريكي وجهت الولايات المتحدة، خاصة وزير
خارجيتها، كل ثقلها لتضغط على أسبانيا، وبدأت المفاوضات السرية تكثر بين البلدين
تحت إشراف الولايات المتحدة.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء