نبض التاريخ: الطلبة الصحراويون الذين سجنوا في تنريفي سنة 1975م.
مع نهاية سنة 1974م
كان صوت البوليساريو قد خرج من حدود الصحراءالغربية ووصل إلى داخل أسبانيا.
فالطلبة الصحراويون الذين يدرسون في داخل أسبانيا في مدريد وجزر كناريا، والذين
كانوا يُعتبرون من الطبقة المحظوظة والمرفهة في المجتمع الصحراوي، وكانوا يستطيعون
الحصول على وظيفة وحياة أفضل في أسبانيا، وينفصلون عن مجتمعهم وينغمسون في حياة
اللهو والمال ويتزوجون بأسبانيات ويصبحون أسبانا، هؤلاء أنضموا، سرا، إلى جبهة
البوليساريو المطالبة بالاستقلال وبدؤوا يناضلون من عمق أسبانيا، وينظمون الجالية
الصحراوية هناك. وصلت إليهم الدعاية والمنشورات المكتوبة باليد خاصة مقررات
المؤتمر الثاني المنعقد في شهر اوت سنة 1974م، وبدؤاوا يتدارسونها وينظمون انفسهم
في خلايا ولجان للمطالبة بالاستقلال رغم الرفاهية التي كانوا ينغمسون فيها.. لكن
تحركات أولئك الطلبة في تنريفي في جزر كناريا لم تكن تخفى على عيون عناصر
المخابرات الأسبانية. فبتاريخ 13 جانفي سنة 1975م قامت وحدة من عناصر الأمن
والشرطة الأسبانية بإلقاء القبض على سبعة طلبة صحراويين وطالب أسباني متضامن معهم
في تنريفي، وتم ضبط عندهم منشورات ودعاية لإعلام جبهة البوليساريو بالعربية
والأسبانية. من يوم 13 جانفي حتى يوم 27 من نفس الشهر بقى الطلبة المذكورون في
السجن، وكان يتم استجوابهم حول علاقتهم بجبهة البوليساريو ومن هي قيادتها وماذا
تريد تلك الجبهة.. وأحتجاجا على سجن أولئك الطلبة قام الطلبة الصحرايون الدارسون
بمعهد colegio mayor nuestra senora de Africaبمدريد بتعليق الدراسة
والدخول في إضراب تضامنا مع رفاقهم المساجين. سبب تضامن أولئك الطلبة مع رفاقهم في
سجن تناريفي راجع إلى أنهم كلهم أصبحوا مؤطرين في صفوف النضال الصحراوي، وكانوا
منضمين إلى خلايا سياسية تقوم بالتوعية والتحريض ضد أسبانيا. لم يمض وقت طويل حتى
قرر كل اولئك الطلبة الذين كانوا يدرسون في أسبانيا ترك مقاعد الدراسة والتضحية
بالمستقبل والشهادات والذهاب دفعة واحدة إلى مدينة المحبس المحررة آنذاك أين تم
توزيعهم على العمل في صفوف البوليساريو..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء