غير مصنف المفاوضات بين المغرب وألامين العام: من الخاسر؟
المفاوضات بين المغرب وألامين العام: من الخاسر؟
يفاوض المغرب، سريا، ومنذ شهر، مع الأمانة العامة للأمم المتحدة قضيةعودة عناصر المينورصو التي تم طردها، والتي صدرت بحقها توصية قوية من مجلس الأمن تلح على عودتها في غضون ثلاثة أشهر. فالمغرب الذي كان متنرفزا ومتعنترا في قراره بطرد عناصر المينورصو، وبأن القرار سيادي ولا رجعة فيه، عاد إلى أصله مغربا ذليلا متسكعا يترجى الأمين العام ويقبل يده ويركع عند قميه يطلب منه أن يحاول إيجاد صيغة توفق بين عودة المينورصو وعدم كشف عورة المغرب أمام شعبه بتراجعه عن موقفه " السيادي الذي لا رجعة فيه." فالأمين العام الآن - في نظر المغرب- ليس هو الأمين العام في شهر مايو الماضي الذي أراد المغرب أن ينزع منه الثقة، وأن يقطع معه التفاوض وان يطرده، والذي نظم مظاهرات تدينه وتتهجم عليه بوقاحة. الآن بان كي مون يتفاوض معه المخزن ويتودد له ويرجو صفحه، ويقبل يده، وأصبح من الملائكة بعدما كان من الشياطين في مايو الماضي. المشكلة في المفاوضات السرية بين المغرب والأمانة العامة لأمم المتحدة أن الأمين العام لا يريد ان يتفاوض، ويضع على الطاولة شرطه: عودة عناصر المينورصو بالتمام والكمال وفي ظرف ثلاثة أشهر، وإلا سيتم استدعاء عناصر مجلس الأمن إلى الاجتماع.. في المفاوضات السرية تتجه كل التحاليل إلى ان المغرب يريد أن يفرض على الأمين العام أن يجد حلا وسطا بين عودة المينورصو وعدم كشف عورة النظام المغربي أمام شعبه، لكن على ما يبدو لا يمكن التوفيق بين الأمرين: إما ان يسقط قرار مجلس الأمن ولا تعود عناصر المينورصو، وإما أن يسقط قرار المغرب " السيادي". في الواقع سيسقط الطرف الضعيف، وهو بالفعل سيادة المغرب. سيتم تنفيذ قرار مجلس الأمن حرفيا، وستعود العناصر المطرودة إلى مهامها. الحل الوحيد الوسط الممكن الذي يمكن أن يتم التوصل إليه هو أن العناصر التي تم طردها قد لا تعود هي بنفسها، لكن يتم استبدالها بعناصر أخرى من الأمم المتحدة لتنضم إلى المينورصو، لكن تقوم بنفس العمل الذي كانت تقوم به العناصر المطرودة وتكون بنفس العدد والحجم. لقد خسر المغرب رهانه مع الأمين العام للأمم المتحدة، وبدل ان يلجأ إلى معركة محدودة قام بتوسيع الحفرة فسقط فيها. ستعود المينورصو وسيسقط القرار المغربي " السيادي" في الماء، والمشكلة الأطم ان البعثة ستعود بصلاحيات جديدة وستمتع بحرية أكثر في التحرك وفي العمل وهذا كله نتيجة الخطأ المغربي الغبي.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء