حين بدأ في الصحف الحديث عن " حركة
لتحرير الصحراء" اسمها حركة"الرجال الزرق" morehob بالفرنسية، بدأت أسبانيا تهتم
استخبراتيا بأخبارها مثلما أهتمت بحركة البوليساريو، وبدأت تجمع عنها المعلومات.
لكن كل الدلائل التي توفرت عند المخابرات الأسبانية كانت تشير إلى أن حركة الرجال
الزرق هي من صنع المخابرات المغربية لتوازي البوليساريو، وتحاول أن تسرق منها
التفاف الصحراويين حولها.. في فبراير علمت المخابرات الأسبانية ان المدعو إدواردو
موحا رئيس حركة الرجال الزرق توجه إلى مقر محكمة العدل الدولية ليتصل بها فبعثت
إلى لاهاي مخبرا في صفة صحفي من جريدة cambio 16 "المستقلة"
ليتقصى تحركات موحا في لاهاي. استطاع الصحفي أن يحصل من موحا مقابلة صحفية، وعلى
معلومات سرية. بالنسبة للمقابلة الصحفية تم نشرها في الصحيفة يوم 2 فبراير 1975م،
أما المعلومات الاستخبراتية، وهي الأهم، فتم بعثها إلى مركز المخابرات في مدريد.
في المقابلة تحدث موحا أنه جاء للاتصال بمحكمة العدل الدولية، وان حركته تأسست "سنة
1969م" – في الحقيقة تأسست 1973م-، وان مقرها يوجد في الجزائر، وانها – مثل البوليسارويو-
مدعومة من طرف ليبيا ومن طرف المعارضة المغربية- هذه الملعومة لم تكن عند
المخابرات الأسبانية- وقال أيضا أنه بعد
استقلال الصحراء سوف لن يعيش الصحراويون في خوف من تهديد الحسن الثاني لهم بالغزو
العسكري، وان أي حل آخر هو أفضل من أن من تقع الصحراء في قبضة النظام القمعي للحسن
الثاني- هذه مجرد كلمات لتشتيت الذهن عن الحقيقة-
وحول سؤال حول علاقته بموريتانيا، قال موحا
ان موريتانيا تستحوذ على أراضي صحراوية مثل كدية الجل وفديرك التي سلمتها أسبانيا
لفرنسا سنة 1914م، وأن موريتانيا غيرت تعاملها مع حركته – تماما مثل حدث مع
البوليساريو في تلك الأثناء- من حين لآخر، وأنه تم أسر بعض مقاتلي حركته مؤخرا في
موريتانيا- في الحقيقة الذين تم أسرهم هم مقاتلون من البوليسايو، وهو هنا يريد خلق
تداخل بين حركته وجبهة البوليساريو- ، وقال أيضا ان حركته ليست لها مشاكل مع
الجزائر- تماما مثل البوليساريو- وفي نفس السياق قال موحا أن الصحراويين يريدون
تقرير المصير، وانهم يحاولون الآن التوصل إلى أتفاق بشأنه مع أسبانيا. بالنسبة
للاستفتاء قال موحا أن يجب ان يجري، لكن يجب أن يضم 45 الفا صحراويا يتواجدون في
المغرب منذ سنة 1958م- طرح مغربي حرفي-
بعد تلك المقابلة بدأ التعاون المخابراتي الذي
كان بين الجزائر وأسبانيا أنذاك، وكان من نتيجته أنه تم الإيقاع بإوارد موحا في
الجزائر عندما تم تنظيم له لقاء مع محمد عبد العزيز أمين عام البوليساريو الحالي،
وفي اللقاء سأل إدواردو موحا عن أين يوجد محمد عبد العزيز الذي كان معه في نفس
الطاولة. أنكشف امره فهرب إلى بلجيكا بعد ان سرق بعض الأموال من مكتب بالجزائر وهرب.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء