لماذا ارتمت أسبانيا في احضان المغرب غداة مناقشة قضية الصحراء الغربية في مجلس الأمن؟

Resultado de imagen de rajoy mohamed viكلنا نعرف أن أسبانيا كانت دائما، لأسباب اقتصادية وسياسية، تساندالمغرب، لكن مساندتها تلك كانت في غالب الأحيان سرية ومن وراء الستار. لكن إذا تتبعنا مواقف القوى السياسية الأسبانية نجد أن الحزب العمالي الاشتراكي الأسباني كان دائما الأكثر قربا من المغرب، بينما الحزب الشعبي،المحسوب على بقايا نظام فرنكو، كان الأكثر بعدا عن دعم المغرب علانية..
نتذكر موقف الحزب الشعبي من المغرب في سنة 2004م، وصراعه مع المغرب بخصوص قضية الصحراء الغربية وجزيرة البرخيل، وكيف وقفت حكومة خوسي ماريا اثنار ضد الحكم الذاتي في مجلس الأمن. كل ذلك أغضب المخزن فقرر ان ينتقم من الحزب الشعبي. فعلا تم تنفيذ عملية مدريد في مارس 2004م يوما واحدا قبل الانتخابات، وقام بها مغاربة، وتمت قراءتها بأصوات غير مرتفعة أنها معاقبة للحزب الشعبي وانتقاما منه على مواقفه المتقدمة من قضية الصحراء الغربية. فعلا خسر الحزب الشعبي الانتخابات بفعل تلك العملية التي خلقت فوضى في السياسة الأسبانية، وفاز الحزب العمالي الاشتراكي الصديق للمغرب، رغم أن استطلاعات الرأي كانت ترجح فوز الحزب الشعبي أياما قبل ذلك..
قرأ الحزب الشعبي المعادلة بصمت بالعكس، ولم يكن له من مخرج سواء أن يهضمها بصمت أيضا ويغير سياسته..
فمباشرة، ويومين بعد تنفيذ هجمات بروكسل الأخيرة بدأنا نسمع أن أسبانيا، خاصة الحزب الشعبي – هذا غريب- يرتمي مع المغرب في نفس المخدع: يطالب الأمين العام بتخفيف لهجته ضد المغرب، يقوم بوساطة بين الأمين العام والمخزن، وفي الأخير وقف هذا الحزب الحاكم مع المغرب مباشرة ضد بان كي مون، وضد الأمانة العامة للأمم المتحدة. وخلال أيام مناقشة مجلس الأمن لقرار تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء تواجد وزير الخارجية الأسباني باستمرار في نيورك يحرض ويوكولس ضد أي قرار جيد لصالح القضية الصحراوية.. وقفت أسبانيا بكل علاقاتها مع فرنسا لنجدة المغرب، وفعلا تفوقت وقدمت خدمة جليلة للمغرب، وهي الخدمة التي خرج بها رأس من المشنقة..
سبب وقوف الحزب الشعبي، ولأول مرة مع المغرب، وبهذا الحماس هو خوف أسبانيا من عمليات إرهابية جديدة في مدريد. لقد قرأ الحزب الشعبي وفهم جيدا معنى عمليات بروكسل: هي عمليات موجهة إلى الاتحاد الأوروبي بسبب قرار المحكمة الأوروبية من قطع العلاقات الاقتصادية مع المغرب بسبب قضية الصحراء الغربية.. ففهم الحكومة الأسبانية لعمليات بروكسل كان كالآتي: بعد بروكسل الدور قادم على أسبانيا، خاصة أن الأمين العام يريد أسبانيا أن تلعب دورا مهما مستقبلا في قضية الصحراء الغربية. وحتى لا تتم معاقبة أسبانيا بعمليات إرهابية، على أسبانيا، خاصة الحزب الشعبي الحاكم، أن تلعب، بصراحة وبصوت مرتفع، ضد الأمم المتحدة وضد الشعب الصحراوي.              


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء