رغم أن ملك المغرب الحسن الثاني ورئيس
موريتانيا المختارولد داداه قد أتفقا مبدئيا على تقسيم الصحراء الغربية في اوت
سنة 1974م، ورغم مساعدة موريتانيا للمغرب في طلب رفع قضية الصحراء الغربية إلى
محكمة العدل الدولية، إلا أن التفاصيل بقيت تعرقل التوصل إلى اتفاق حقيقي..
فموريتانيا كانت خائفة من المغرب، وتتصور انه إذا استحوذ على الصحراء فهذا يعني
أنها هي ستكون الفريسة المقبلة. فحسب
تقرير للسفارة الأمريكية بنواقشوط بتاريخ 12 فبراير 1975م تحت الرقم 1975nouakc00288_b فإن وفدا مغربيا يتكون من 17 شخصية مغربية
بقيادة كريم العمراني المكلف بالفوسفاط قد وصل إلى نواقشوط يوم 22 يناير 1975م في
زيارة لمدة خمسة أيام. الوفد التقى فقط مع وزراء المعادن والصيد البحري ومع الرئيس
الموريتاني. وبسبب ان الزيارة كانت سرية فلم يتم إصدار بيان ختامي للزيارة
ونتائجها، وتم قطعها بسبب بعض الخلافات. وحسب التقرير فإن الوفد المغربي أخفق في
في ما جاء من أجله وهو محاولة التوصل إلى اتفاق اقتصادي مع موريتانيا يكون خطوة
نحو اتفاق سياسي حقيقي حول تقسيم الصحراء الغربية. ويواصل التقرير القول أن المدير
المالي لشركة سنيم الموريتانية أكد للسفارة الأمريكية أن الوفد المغربي وضع على
الطاولة 15 مليون دولار لإنقاذ الاقتصاد الموريتاني مقابل أن يبدأ التفاوض الجدي
حول تقسيم الصحراء الغربية. ويمضي التقرير قائلا ان الزيارة فشلت بسبب رفض
موريتانيا الابتزاز المغربي، وان الوفد المغربي قطع زيارته وعاد إلى الرباط بسبب
الشروط الموريتانية ومن بينها التمسك بالسيادة الموريتانية على الصحراء الغربية.
فالوفد المغربي أراد ان يشتري تنازل موريتانيا عن مطالبتها بالصحراء الغربية والتخلي
عنها للمغرب مقابل إنقاذها ماليا.
وحسب التقرير فإن المغرب كان قد ابتز أسبانيا
حين حرك قضية سبتة ومليلية كي يحصل على تنازل من مدريد بخصوص الصحراء الغربية، وان
الوفد الذي زار موريتانيا يكون قد هدد الحكومة الموريتانية بالقول لها أنه عليها
أن تتفهم الموقف لإن المغرب يمكن ان يطالب بكل الأراضي حتى نهر السينغال. فتهديد
الوفد المغربي للحكومة الموريتانية ومحاولة شراء موقفها كان هو سبب توقيف المفاضات
بين الطرفين. وحسب التقرير فإن موريتانيا متخوفة كثيرا من النوايا المغربية وتريد
ضمانات أكبر، فهي ترى ان استحواذ المغرب على الصحراء الغربية يعني أنه يستطيع أن
يستحوذ عليها هي أيضا.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء