نبض التاريخ: الملك المغربي يطلب من فرنسا وأمريكا دعمه في قضية الصحراء الغربية سنة 1975م


Resultado de imagen de ‫الحسن الثاني‬‎رفضت اسبانيا رغم كل المفاوضات التي اجراها معها المغرب أن تتنازل عن تطبيق تقرير المصير، ورفضت ان تجري معه مفاوضات مباشرة خارج إطار الأمم المتحدة. رفضُ اسبانيا للفكرة المغربية جعلت الحسن الثاني يستدعي سفيرا فرنسا والولايات المتحدة يوم 5 جوان 1975م  وهما على التوالي ريمون ونيومان، ليناقش معهما قضية الصحراء الاسبانية. حسب تقرير للسفارة الأمريكية بالرباط بتاريخ 6 جوان 1975م ويحمل الرقم 1975rabat02698_b فإن الملك المغربي كان مرفوقا بوزيره الأول عصمان وبوزير خارجيته العراقي وبمدير مكتبه بن سودة. في افتتاح  كلمته طلب الملك صراحة من السفيرين دعما قويا من بلديهما، البلدين اللذين دعما المغرب في الأمم المتحدة في كل القرارات التي سارت في صالحه، واللذين يوجدان في موقفين قويين لدعمه في قضية الصحراء. ثم طلب أن يتم تبليغ الرئيسين جيسكار وفورد بطلب المغرب المساعدة في قضية الصحراء. دائما حسب التقرير فإن الملك قال للسفيرين أنه حاول التاثير على موقف وزير الدفاع الاسباني اروزارينا، وأنه بعث رئيس قيادته العسكرية الدليمي كي يلتقي معه في جنيف ليحاول التأثير عليه. في اللقاء قال الملك ان الدليمي اقترح على الوزير الاسباني انسحابا اسبانيا تكون نتيجته تسليم الصحراء للمغرب، وان الويز الاسباني قال للدليمي أن بلاده اثرت عليها الجزائر فيما يخص قضية الصحراء، وأنها توجد في وضع صعب أمام الضغط الجزائري. يقول الملك للسفيرين ان المشكلة الآن أصبحت مع الجزائر، وأن الجزائر إذا كانت تعتبر نفسها طرفا مهتما فالمغرب هو طرف معنيا. وحسب التقرير فإن الملك قال للسفيرين أنه الآن هناك أوامر تم توجيهها للدليمي ويجب ان تعلم بها الولايات المتحدة وفرنسا. الأمر الأول الذي اعطى للدليمي وهو انه في حالة تنسحب اسبانيا فإن القوات المغربية يجب ان تكون خلال نصف ساعة في العيون، والأمر الثاني ان يتم إغلاق الحدود بين الجزائر والصحراء في ثلاثة ايام، وهذا سيحدث قبل ان يفكر بومدين في التدخل، وان العالم العربي سوف لن يبقى في موقف المتفرج إذا حدث صراع بين الجزائر والمغرب لإن الدول المتعاطفة مع الجزائر هي قليلة مثل العراق واليمن الجنوبي ثم ان الجزائر- يقول الملك- سوف لن يكون لها مبرر للتدخل، أما الدول العربية المتبقية فسوف تحاول تهدئية الاوضاع. إن ما اقوله هو جدي – يقول الملك- فإذا انسحبت اسبانيا على الساعة الثامنة، ستتحرك القوات المغربية على الساعة الثامنة والربع لتصل إلى العيون، وستكون نهاية شهر جويلية حاسمة جدا. بالنسبة للجزائر في حالة أن يريدوا صفقة حول الحدود مثلا فإن ذلك يمكن ان تتم مناقشته، أما في حالة ان يحاولوا الإصرار على قمة فإن ذلك ممكن لكن فقط على مستوى الوزراء.  ودائما حسب التقرير المذكور فإن الملك طلب من الولايات المتحدة وفرنسا أن تتدخلا للضغط على أسبانيا كي تقبل التفاوض مع المغرب لتسليم الصحراء الغربية له.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء