قبل انسحابها من الصحراء الغربية قامت أسبانيا
بمحاولتين لكنهما فشلتا معا. المحاولة الأولى هي طلب عقد ندوة رباعية في مدريد بين
المغرب، موريتانيا أسبانيا والجزائر، لكن حين لم تتلقى الدعم المطلوب قامت بطلب كل
من الأمم المتحدة والولايات المتحدة ان تدعما الندوة، أو يتم تنظيمها تحت إشراف
الأمم المتحدة نفسها. لكن بدون نتيجة. اليوم المحدد للندوة كان يوم 9 جويلية، وفقط
الجزائر قبلت الحضور وكتبت رسالة إلى أسبانيا تعلمها أنها ستشارك. لم يجيب لا
المغرب ولا موريتانيا، ولم تقبل الولايات المتحدة أن تضغط عليهما كي يشاركا.. من
جهة أخرى لم يجد كورت فالد هايم الدعم اللازم من طرف الولايات المتحدة كي تضغط كي
يتم تنظيم الندوة، وفي لقائه بكيسنجر قال له هذا الأخير أنه يفضل أن يغزو المغرب
الصحراء الغربية.
على مستوى محلي كانت أسبانيا قد حددت يومي 7
و8 جويلية كي يتم لقاء وطني صحراوي تشارك فيه كل القوى السياسية في الإقليم كي
تتفق على ممثل شرعي وحيد، أو تجتمع وتكون من بينها ممثلا شرعيا تسلمه اسبانيا السلطات.
كانت أسبانيا تخطط ان يحضر إلى ذلك الاجتماع كل من البوليساريو والبونس وجماعة
الشيوخ، لكن لم يحضر له سوى جماعة الشيوخ. يوم 10 جويلية سلمت البوليساريو لممثل
الهلال الأحمر الأسباني، بيلين لاندا بورو، ولأسباب إنسانية، جنديين كانا أسيرين
عندها، وقبل التسليم وبالضبط يوم 7 جويلية، أصدرت جبهة البوليساريو من باريس بيانا
تقول فيه: لقد تأكد لنا أن المغرب وموريتانيا توصلا إلى اتفاق لتقسيم الصحراء
الغربية في قمة الرباط سنة 1974م، وعليه لن يتحقق أي سلام في الصحراء الغربية ما
لم يمارس الصحراويون حقهم في تقرير المصير، ونحذر أسبانيا أن تقبل تلك العروض
السخية من المغرب وموريتانيا التي تسمح لها بالإبقاء على قواعد عسكرية وعلى شركات
لاستغلال فوسفات الصحراء الغربية."
على صعيد آخر غضب الحاكم العام للصحراء
الغربية، سالازار، من البوليساريو بسبب رفضها الحضور إلى اللقاء الذي دعت له
اسبانيا، وصرح يوم 8 جويلية لجريدة أ"la vanguardia"أنه صحيح ان
البوليساريو تمثل عددا كبيرا من الصحراويين، لكن للاسف رفضت كل الدعوات التي تم
توجيهها لها كي تشارك في التوصل إلى اتفاق مع بقية القوى السياسية الصحراوية ومع
أسبانيا للاتفاق على الخروج بممثل وحيد للشعب الصحراوي تسمل له السلطات."
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء