نبض التاريخ: الحراك الذي سبق تأسيس البوليساريو

Resultado de imagen de sahara 1972 españolلقد رفض فرنكو في لقاءاته الثلاث مع الحسن الثاني 63-65-69م ان يقبلالطرح المغربي حول الصحراء الغربية، والمتمثل في خروج اسبانيا اولا من الاقليم، واجراء استشارة للسكان، هل يريدون الانضمام الى المغرب او الانضمام لأية جهة اخرى، لإنه في حالة تواجد اسبانيا سيبعد المغرب عن السؤال المطروح على المصوتين، الذي سيكون: البقاء تحت ادارة اسبانيا اوالاستقلال.. لهذا الحً المغرب على خروج أسبانيا غير المشروط حتى يتم الاستفتاء بمشاركته هو كطرف في السؤال المطروح على المصوتين، لكن أسبانيا تشددت اتجاه هذه النقطة بالذات، ورفضت المساومة فيها، ليس عن حسن نية، لكن لتبقى هي كطرف في السؤال المطروح يوم الاستفتاء، لإنها تهيء المنطقة بجد للحكم الذاتي وليس الاستقلال الداخلي، الذي تبقى مسيطرة بموجبه على الاقليم مثلما تفعل دول كثيرة استعمارية في المنطقة. ودفع الرفض الاسباني وغلظ الرأس الفرنكوي المغرب الى التحرك نحو المنطقة والامم المتحدة يحرض الجميع ضد اسبانيا لتغادر الاقليم بسرعة قبل إجراء اي استفتاء.
منذ نهاية 1971م ادرك الصحراويون عمق المناورة المغربية فتحرك بعض الطلبة الصحراويين في المغرب لجس النوايا الحقيقية للفعاليات السياسية المغربية إتجاه هذه النقطة، واتصلوا بالمعارضة فوجدوا انها أكثر تعنتا من الملك نفسه اتجاه الصحراء. التقى الولي مصطفى مع بعض قادة المعارضة فكان ردهم:-" حرروا انتم الصحراء ونحن نتفاوض مع أسبانيا. وقال له البعض:-" نحرر المغرب اولا ونحرر الصحراء."
ثار الولي، الطالب في كلية الحقوق، في وجوههم، وقال لهم كلمته المشهورة:" عليكم بتحرير بلادكم لإن ذلك واجبكم المقدس وعلينا تحرير بلادنا لإن ذلك واجبنا المقدس."
وادرك الطلبة الصحراويون ان المغرب، حكومة ومعارضة، لايريد الاً الالتفاف على الصحراء الغربية فقاموا بردة فعل ومظاهرات في 3 مارس و28ماي 1972م حملوا فيها شعارات تطالب بتحرير الصحراء وتقرير مصير الشعب الصحراوي، فادخلتهم السلطة السجن وعذبتهم. ورغم ان مظاهرتهم كانت محدودة وسلمية الا انها أظهرت للصحراويين النوايا الحقيقية للمغرب حكومة ومعارضة، وهي المطالبة بالصحراء الغربية وشعبها مستقبلا، واظهرت ايضا ان المغرب ليس بالمكان المناسب الذي يكون قاعدة لإنطلاق ثورة صحراوية لتحرر الصحراء الغربية لإنه اخطر من اسبانيا. فإذا كان الاستعمار الاسباني لم يبق له الاسنوات معدودة فإن المغرب يريد ان يخلفها ويستعمر الارض نهايئا.       
في نفس الوقت الذي كان فيه الطلبة الصحراويون يتحركون في جنوب المغرب لجس نبض السلطة الملكية، كان بعض بقايا قادة حركة الزملة الذين خرجوا من السجن قد شدوا الرحال نحو موريتانيا للتحضير لحمل السلاح.. تم الاتصال بين الطلبة في الجنوب المغربي وقادة حركة 1970م، وتواعدوا على التواصل والالتقاء في موريتانيا للاتصال بسلطاتها..
مع مطلع سنة 1973م ظهر لإسبانيا ان الوعي التهب في الصحراء الغربية، وان الصحراويين مقدمين على عمل ما ضدها انتقاما مما قامت به ضدهم في مظاهرات 1970م، ولتأخرها في إجراء الاستفتاء الذي وعدت به والمنصوص عليه في قرارات الامم المتحدة منذ سنة 1966م، خاصة بعد التاكيد الذي جاء في قرار الجمعية العامة الصادر يوم 14ديسمبر 1972م الذي الحت فيه على ضرورة التسريع بتقرير مصير الشعب الصحراوي. ماذا فعلت اسبانيا كي ترش الماء على نار الغضب الصحراوي.؟ اخذت تحكم قبضتها إداريا ونظمت نسج خيوطها تحسبا لأي جديد قد ياتي من داخل المنطقة من طرف الوطنيين او من خارجها من طرف المغرب .
يوم 20فبرائر 1973م اشرف الحاكم الاسباني للصحراء غوميس سالازار على اجتماع في مدينة العيون لجماعة الشيوخ، التي كانت قد تأسست سنة 1967م، واقترح عليها ان تطلب من الحكومة صلاحيات أكثر في إدارة وتسيير الاقليم. والواقع ان هذا العمل ليس اقتراحا، إنما تنفيذ لدور بوليسي مخرج بإتقان؛ فأسبانيا تتظاهر بانها تريد ان تشرع إعطاء صلاحيات اكثر للجماعة التابعة لها لتحبك نسيج خيوطها اكثر حول الصحراء وسكانها حتى لا تفتح اية ثغرة لمطالبة سياسية ايًا كان نوعها من طرف الوطنيين الصحراويين بالاستقلال او من طرف المغرب بالابتلاع، بحجة ان جماعة الشيوخ مفوض لها الحكم من طرف الصحراويين لتسيير شوؤنهم الداخلية وشؤون وطنهم. بعد الاجتماع اصدرت الجماعة بيانا بعثته الى فرنكو شخصيا تكتب فيه:"- لقد اجتمعت الجماعة الصحراوية اجتماعا طارئيا يوم 20فبرائر 1973م واقرت مايلي:
- ان تكون موحدة ضد كل الاطراف الخارجية التي تحاول التدخل في الشؤون الداخلية للصحراء وتؤكد ان الشعب الصحراوي وحده هو الذي له الحق في تقرير مصيره، وتطلب من فرنكو، باسم الشعب الصحراوي ان تدافع اسبانيا عن الوحدة الترابية للصحراء وتحمي حدودها وتقدم لها المساعدات في كل المجالات."
وبدأ واضحا من الرسالة، ان تخوف اسبانيا الكبير ليس من الحركة الصحراوية، فهي تتصور انه من المستحيل ان تندلع ثورة من داخل الصحراء نظرا للحصار الشنيع الذي تفرضه على الحدود، لكن بدأ انها تتخوف من المغرب بالدرجة الاولى، ففي كل رسائلها وتدخلاتها امام الامم المتحدة لاتفتأ تذكر التدخل الخارجي وان الشعب الصحراوي وحده هو الذي له الحق في تقرير المصير بعيدا عن اي تدخل اجنبي.
بدأ العد التنازلي نحو وضع لا احد يعرف لونه ولا شكله. وضع تتداخل ملامحه ومعطياته، ضحيته الاولى هو الشعب الصحراوي ومصيره الذي احيكت حوله المناورات وخانه النظام المغربي وحاولت اسبانيا ان تتحايل على ثقته. ففي يوم 10افريل بعث ممثل اسبانيا الدائم بالامم المتحدة رسالة الى الامين العام للامم المتحدة، تحمل في مضمونها تاكيدا اسبانيا ان الصحراء الغربية في طريقها الى تسيير نفسها بنفسها بواسطة جماعة من الشيوخ منتخبة بطريقة ديمقراطية.*

- بعد رسالة الجماعة الى فرنكو، وقبل ان يرد هذا الاخير اصدرت الحكومة الاسبانية مرسوما يوم 30افريل من نفس السنة شمل تعديلات على قانون الجماعة وبموجبه منحت لها "صلاحيات" اكثر تسمح لها بمشاركة اوسع في تسيير الاقليم واصبح عددها 102 عضوا. لكن كل ذلك لم ينفع، كانت كرة الثلج تتدحرج نحو الاسفل..

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng