حين تتم الخطبة رسميا
يُعلن عن ذلك خاصة من طرف أم البنت. ويتم الإعلان عن الخطوبة في تجمع للنساء
بمناسبة تويزة أو ونكالة أو في عرس أو في حفل اجتماعي ما.
بعد إعلان الخطوبة
يمكن للخاطب في بعض الحالات أن يقوم بزيارة تعارف لعائلتها أو حتى يراها رغم ندرة
ذلك. لكن يجب أن تتم الزيارة في وقت مناسب: في غياب الأب والإخوة الكبار مثلا. في
الكثير من الحالات تفشل الزيارة لإن الخطيبة، طمعا منها في الذِّكر بالعفة، تختفي
عن الأنظار ولا تلتقي بالخطيب. في حالات أخرى لا تختفي لكن إذا دخلت على خطيبها أثناء
الزيارة تدخل والنقاب على عينيها بحيث لا يظهر منها أي عضو. في مرات أخرى تفرض
صديقات الخطيبة عليها الدخول والجلوس معهن ومع خطيبها لتناول الشاي، لكن مع ذلك
تبقى صامتة، لا تشارك في الحديث، لا تنظر للجهة التي يوجد فيها الخطيب ولا تتحدث
معه. إن هذا التصرف الغريب نوعا ما من طرف الخطيبة يعكس رغبتها في تطبيق كل مبادئ
العفة. إنه نوع من التشدد التقليدي الذي يجعل أية مشاركة للبكر في أي شيء له علاقة
بالرجال أو بالزواج نوعا من قلة العفة ونقصا في التربية.
في مرات أخرى لا يرى
الرجل خطيبته حتى الليلة الأولى من العرس. وحتى الزوج من جهته لا يغضب حين ترفض
زوجته لقياه أو تهرب حين تعلم بحضوره؛ بالعكس، يفرح كثيرا وتكبر المرأة في عينه
لعفتها.
إن إعلان الخطوبة
يُحدث تغيرا جذريا في حياة البنت؛ تدخل مرحلة جديدة وتترك كل ما له علاقة بما كانت
تقوم به من قبل: تهجر أي مجلس يضم والدها أو إخوتها الكبار، لا تتلكم معهم ولا
تتعامل معهم مباشرة وإذا خدمتهم تخدمهم دون أن تنظر إليهم. فبين ليلة وضحاها تدخل
البنت عالما آخرا؛ وحتى تبعد عنها أعين النساء اللاتي لا علم لهن بخطوبتها تقوم
صديقاتها أو أخواتها بضفر شعرها ضفرة " العروس" ويعلقن على مقدمة رأسها
حجرة كريمة من العقيق الأصفر أو خيط كعلامة على الخطوبة. والغريب في عادات المجتمع
الصحراوي القديم انه بدلا أن تكون الخطوبة حدثا مفرحا للمخطوبة، يكون حدثا حزينا
ولو ظاهريا. فحتى يتم الحديث عن عفتها يجب عليها إن تظهر وجها عابسا مكفهرا
وتتظاهر بالحزن: تدع كل مظاهر الفرح والبهجة وتنزوي في ركن ما، لا تذهب مع
صديقاتها إلى الحفلات واللعب والغناء في الخارج وتبقى أسيرة الخيمة حتى يمر وقت
طويل أو، في بعض الأحيان، حتى تتزوج.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء