نبض التاريخ: تونس تنحاز للأطروحة المغربية سنة 1975م
يوم 23 مايو 1975م كان وزير الخارجية التونسي
الشطي يدخل إلى السفارة الأمريكية بتونس العاصمة ليخبر السفير الأمريكي سيللي
بموقف دولته النهائي من قضية الصحراء الغربية. في اللقاء سأل السفير الأمريكي
الوزير التونسي حول صحة ان بورقيبة صرح للصحافة المغربية ان بلده يدعم الموقف
المغربي من غزو الصحراء الغربية. قال الوزير التونسي للسفير الأمريكي أنه لم يطلع
على مقابلة بورقيبة مع الصحافة المغربية، لكن في الحقيقة هذا هو موقف تونس من
القضية؛ اي انها تدعم المغرب، مع أنها تدعو إلى مفاوضات مباشرة بين المغرب
وموريتانيا وأسبانيا،وإذا كان ذلك غير ممكن فإن الحكومة التونسية تعتقد أنه يجب
انتظار راي المحكمة الدولية بلاهاي. التعقيد في حل المشكلة يقول الوزير التونسي هو
في إجراء الاستفتاء الذي تدعو إليه الجزائر وأسبانيا. ومع أن تونس- يقول الوزير-
تدعم تقرير المصير إلا أنها ترى أن عدد سكان الصحراء قليل جدا، وتتحكم فيه القوات
الأسبانية وان استفتاء سوف لن يكون مجديا. إن الإقليم لا يستطيع ان يحصل على
استقلاله وإذا أدى الاستفتاء إلى الاستقلال فإن ذلك يعني إن أسبانيا ستبقى تتحم بطريقة
أخرى. إن الاستفتاء يمكن أن ينجح في حالة فقط ان يتم السماح للمهاجرين الصحراويين
في المغرب بالمشاركة فيه، ومع ذلك نرى، يقول الوزير، أن الاندماج في المغرب
وموريتانيا هو الحل الواقعي.
العجيب في الموقف التونسي أن بورقيبة وحكومته
يقولون الشعب الصحراوي هو شعب صغير، وان الأرض الصحراوية هي صغيرة، رغم أن شعب
الصحراء الغربية أكثر من شعب تونس، ومساحة الصحراء الغربية أكبر بحوالي ثلاث مرات
من مساحة تونس.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء